بِدائيّونَ … لا صبرٌ جميلُ

يُقَرّبُهُمْ … ولا خِلٌّ خليلُ

كأنّ الشرّ عندهُمُ الْتزامٌ

وأكثرُ كَثْرةٍ فيهِ … قليلُ

وقد طُبِعوا على السيفِ اعتِداءً

فكيفَ تميلُ شَهوَتُهُم.. يميلُ

ونعرفُ أنّهُم أبناءُ عَمٍّ

لهُمْ في قْتَلِنا الضاري ، حلُولُ

قِباحٌ يأخذُ الشيطانُ منهُمْ

ويعطيهِمْ … وبينَهُمُ دليلُ

فهَدْمُ بيوتِنا شَوقٌ دفينٌ

وطَحنُ عظامِنا هَدَفٌ جَليلُ

وليسَ رفيفُ أشلاء اليتامَى

بأعيُنِهِمْ، له طَرْفٌ كَلِيلُ

ولا الإنسانُ إنسانٌ … فقُل لي

إلى أينَ الحِبالُ لهُمْ تطُولُ ؟

يهودٌ يَحسبونَ الكونَ ملهىً

لهُمْ فيه المَصارعُ والخُيولُ

وموسيقاهُمُ الفُضلَى رصاصٌ

ورقصٌ فيه خلفَ الوجهِ، غُولُ

وفي الأصواتِ خوفٌ واحتضارٌ

وفي الإرهابِ خلفَ الجِيلِ جيلُ

لقد كانوا على الدنيا ثِقالاً

ويصرخُ غَيْبُهُم : غَدُنَا ثقيلُ

فلا تَبسُطْ لهم يَوماً ذِراعاً

لأنّ القطْعَ موعدُها المَهُولُ

ولا تفرحْ بهمْ جيرانَ حيٍّ

فإنّ هواءَهُمْ سُمٌّ رَذيلُ

ولا تسمعْ لهُمْ نَصّاً ففِيهِ

كلامٌ عن معانيهِ جَهولُ

ولا تنظرْ إليهمْ دونَ شَكٍّ

فَللشكَّ المُحيقِ بِهم أُصُولُ!

ذئابٌ آمَنَت بالثأرِ أعمَى

لِيَهدُرَ بالدماءِ السّلسَبيلُ

وقَتلُ النفسِ عندهُمُ شَرابٌ

عظيمٌ … يرتوي منهُ الغَليلُ

ترابُ الأرضِ يكرهُ أنْ يَخُطُّوا

عليهِ ..فَهْو مُنكَسِفٌ ذليلُ

وسُمْعَتُهُمْ كدُودٍ في ثِمارٍ

وأفضلُ ما يَلِذُّ لهُم …قتيلُ

وما عرَفوا زماناً من سلامٍ

فَمِنْ لَعْنٍ إلى لَعْنٍ أُحِيلوا

يعادلُ ذِكْرُهُمْ ضَربَ الدواهي

وتَسري خلفَ سِيرَتِهِمْ وُحُولُ

وكل مباذِلِ التاريخِ قامَتْ

وحطَّتْ في شرائعهِمْ تجُولُ

هُمُ القومُ الذين تلبّسَتْهُمْ

أساطيرٌ … نهايتُها الفُلولُ

فعاشوا للكراهَةِ ، واستغلُّوا

..السّماء لأنها الكَلِمُ الأصيلُ

وغزّةُ بَيْرَقٌ مهما تَشَظّى

سترفَعُهُ على الدِّمَنِ العقولُ

ويطلع من فلسطينٍ صبيٌّ

لهُ تَصْبو الثواني والفصولُ

لقد أجْرى اليهودُ لَنا دماءً

إذَن، دمُهُمْ على يدنا يزول ُ!

على قتلاكِ غزّةَ كمْ يُصلّي

بأرض عُروبَتي شَجرٌ نبيلُ ؟

وأمّا الطيّبونَ، فبانتظامٍ

كشَمعٍ صارَ معدنُهُمْ يسيلُ

أغارَ عليكِ منهُمْ ألفُ طَيرٍ

تلقّت في جهنّمَ ما تَكِيلُ

فباسمِ القهر أكبرُهُمْ يُنادي

وباسمِ القتلِ أصغَرُهُمْ يقولُ

وبالأكفانِ والقتلى عُراةً

يُجوهِرُ شعبُهُم وهو العليلُ

كأنّ القوّةَ ارتدّتْ عليهِمْ

فقاوَمَ في الحِمَى الربُّ الكفيلُ

يَهودٌ شَيطَنوا الدنيا ليُلقَى

على الأرضِ الخرابُ… بما يشِيلُ

ولكنْ … في فلسطينَ اتّفاقٌ

بأنّ القدسَ تحرسُها … بَتولُ

وصَلْبٌ للمسيحِ مجدّداً لن

يواكبهُ الحَيادُ … أو القَبولُ

وأنّ مَنابرَ الأقصى بشَوقٍ

لتُزهِرَ في الأذَانِ لنَا حُقولُ

فإنّ الشمسَ تبدأُ من شُعاعٍ

يراودُ نفسَهُ … أملٌ ضئيلُ

وبينَ الشمسِ والإنسانِ وَعْدٌ

سَهَا عنهُ الخبيثُ… المُستَحيلُ!

QOSHE - لقد كانوا على الدنيا ثِقالاً ويصرخُ غَيْبُهُمْ : غَدُنا الـثقيلُ! - عبد الغني طليس
menu_open
Columnists Actual . Favourites . Archive
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close
Aa Aa Aa
- A +

لقد كانوا على الدنيا ثِقالاً ويصرخُ غَيْبُهُمْ : غَدُنا الـثقيلُ!

6 0
27.11.2023

بِدائيّونَ … لا صبرٌ جميلُ

يُقَرّبُهُمْ … ولا خِلٌّ خليلُ

كأنّ الشرّ عندهُمُ الْتزامٌ

وأكثرُ كَثْرةٍ فيهِ … قليلُ

وقد طُبِعوا على السيفِ اعتِداءً

فكيفَ تميلُ شَهوَتُهُم.. يميلُ

ونعرفُ أنّهُم أبناءُ عَمٍّ

لهُمْ في قْتَلِنا الضاري ، حلُولُ

قِباحٌ يأخذُ الشيطانُ منهُمْ

ويعطيهِمْ … وبينَهُمُ دليلُ

فهَدْمُ بيوتِنا شَوقٌ دفينٌ

وطَحنُ عظامِنا هَدَفٌ جَليلُ

وليسَ رفيفُ أشلاء اليتامَى

بأعيُنِهِمْ، له طَرْفٌ كَلِيلُ

ولا الإنسانُ إنسانٌ … فقُل لي

إلى أينَ الحِبالُ لهُمْ تطُولُ ؟

يهودٌ يَحسبونَ الكونَ ملهىً

لهُمْ فيه المَصارعُ والخُيولُ

وموسيقاهُمُ الفُضلَى رصاصٌ

ورقصٌ فيه خلفَ الوجهِ،........

© الجمهورية


Get it on Google Play