لطالما اعتبر مرض الكبد الدهني من نتائج نمط الحياة غير الصحي، حيث يرتبط بشكل وثيق بالسمنة وفرط تناول الطعام. ومع ذلك، تشير الأبحاث الجديدة إلى أنّ نقص السعرات الحرارية والجوع يمكن أن يكون لهما أيضًا تأثير سلبي على صحة الكبد.

في دراسة حديثة، نُشرت في مجلة Science Daily، قام فريق من الباحثين بدراسة تأثير الإفراط في تناول الطعام والتجويع على صحة الكبد باستخدام أسماك الكهوف. ووجدت الدراسة أنّ الحالتين يمكن أن تؤديا إلى تراكم الدهون في الكبد، مما قد يؤدي إلى تليّف الكبد وفشله في الحالات الشديدة.

تأثير الإفراط في تناول الطعام
على الكبد
عندما نتناول الكثير من الطعام، يقوم الكبد بتحويل السعرات الحرارية الزائدة إلى دهون. يمكن أن يؤدي تراكم الدهون في الكبد إلى الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD). وهو مرض شائع يصيب حوالى 25% من سكان العالم. في معظم الحالات، لا يسبب NAFLD أي أعراض، ولكن يمكن أن يتطور إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)، وهو حالة أكثر خطورة يمكن أن تؤدي إلى تليّف الكبد وفشله.

تأثير التجويع على الكبد
عندما لا نتناول ما يكفي من الطعام، يبدأ الجسم في استخدام احتياطات الطاقة المخزّنة، بما في ذلك الدهون المخزنة في الكبد. وبالتالي، يمكن أن يؤدي هذا الامر إلى تفكك الدهون في الكبد، ما قد يسبّب تراكم السموم والالتهابات.

دراسة أسماك الكهوف
في دراستهم، قام الباحثون بتربية أسماك الكهوف في بيئات مختلفة، بعضها مع وَفرة من الطعام وبعضها الآخر مع طعام قليل.
ووجدوا أنّ أسماك الكهوف التي تم تغذيتها بشكل زائد طوّرت تراكمًا للدهون في الكبد، مُشابهًا لما هو موجود في NAFLD لدى البشر.
من ناحية أخرى، طوّرت أسماك الكهوف، التي تم تجويعها، علامات تلف الكبد، بما في ذلك الالتهاب وتراكم السموم.

التأثيرات على البشر
تشير نتائج هذه الدراسة إلى أنّ كلّاً من
الإفراط في تناول الطعام والتجويع يمكن أن يكون لهما تأثير سلبي على صحة الكبد. ومن المهم اتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن للحفاظ على صحته.

نصائح للحفاظ على صحة الكبد
-1 إتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة:
• الفواكه والخضروات: غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف التي تدعم وظائف الكبد وتساعد في إزالة السموم من الجسم.
• الحبوب الكاملة: مصدر غني بالألياف التي تساعد في التحكم بمستويات السكر في الدم والكوليسترول، مما يحمي الكبد من التلف.
-2 تقليل استهلاك الدهون المشبعة
والدهون المتحولة:
• الدهون المشبعة: موجودة في اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والكبد.
• الدهون المتحولة: موجودة في الأطعمة المصنعة والمقلية، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والكبد والتهاب الكبد.
-3 الحفاظ على وزن صحي:
• السمنة: هي عامل خطر رئيسي للإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، الذي يمكن أن يتطور إلى تليّف الكبد وفشله.
-4 ممارسة الرياضة بانتظام:
• الرياضة: تساعد في إنقاص الوزن وتحسين مستويات السكر في الدم والكوليسترول، مما يحمي الكبد من التلف.
-5 تقليل استهلاك الكحول:
• الكحول: سامّة للكبد، ويمكن أن تؤدي إلى تلفه، والتهابه، وتليّفه، وفشله.
-6 عدم التدخين:
• التدخين: يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد، بما في ذلك السرطان.
بالإضافة إلى هذه النصائح، من المهم أيضًا:
• إجراء فحوصات الكبد بانتظام، خاصة إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بالأمراض.
• تجنّب استخدام الأدوية والمكملات الغذائية التي قد تضر الكبد.
• الحصول على لقاحات التهاب الكبد A و B، إن أمكن.
من خلال اتّباع هذه النصائح، يمكنك المساعدة في الحفاظ على صحة الكبد وضمان وظائفه الحيوية بشكل سليم.

QOSHE - أيّهما أخطر: الجوع أو الافراط في الأكل؟ - سابين الخوري
menu_open
Columnists Actual . Favourites . Archive
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close
Aa Aa Aa
- A +

أيّهما أخطر: الجوع أو الافراط في الأكل؟

8 0
25.03.2024

لطالما اعتبر مرض الكبد الدهني من نتائج نمط الحياة غير الصحي، حيث يرتبط بشكل وثيق بالسمنة وفرط تناول الطعام. ومع ذلك، تشير الأبحاث الجديدة إلى أنّ نقص السعرات الحرارية والجوع يمكن أن يكون لهما أيضًا تأثير سلبي على صحة الكبد.

في دراسة حديثة، نُشرت في مجلة Science Daily، قام فريق من الباحثين بدراسة تأثير الإفراط في تناول الطعام والتجويع على صحة الكبد باستخدام أسماك الكهوف. ووجدت الدراسة أنّ الحالتين يمكن أن تؤديا إلى تراكم الدهون في الكبد، مما قد يؤدي إلى تليّف الكبد وفشله في الحالات الشديدة.

تأثير الإفراط في تناول الطعام
على الكبد
عندما نتناول الكثير من الطعام، يقوم الكبد بتحويل السعرات الحرارية الزائدة إلى دهون. يمكن أن يؤدي تراكم الدهون في الكبد إلى الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD). وهو مرض شائع يصيب حوالى 25% من سكان العالم. في معظم الحالات، لا يسبب NAFLD........

© الجمهورية


Get it on Google Play