لطالما ارتبطت الكلاب بالحياة البشرية، وغالباً ما نعتبرها أكثر من مجرّد حيوانات أليفة بل أفرادًا من العائلة. ومع ذلك، فإنّ الفوائد المحتملة لتربية الكلاب تتجاوز مجرّد الشعور بالرفقة والمودة.

تشير دراسة حديثة بعنوان «التأثيرات العميقة لتربية الكلاب، واكتساب الكلاب، وفقدان الكلاب على سلوكيات حركة الأطفال: نتائج من دراسة مجموعة PLAYCE» إلى أنّ وجود كلب في المنزل قد يؤثر بشكل إيجابي على مستوى نشاط الأطفال الصغار.

ركّزت الدراسة على مجموعة من الأطفال المشاركين في الدراسة، وتابعت سلوكيات الحركة لديهم خلال فترات انتقالهم من مرحلة ما قبل المدرسة إلى المدرسة الابتدائية. قام الباحثون بتقييم عدد المرات التي يشارك فيها الأطفال في أنشطة بدنية معينة، مثل الألعاب النشطة والتنقلات غير المخطّط لها، ومقارنة ذلك بوضع تربية الكلاب في عائلاتهم.

وأظهرت نتائج الدراسة، أنّ الأطفال الذين يملكون كلاباً قد زاد عدد مرات مشاركتهم في أنشطة الحركة بمعدل 6.8 و 7.1 مناسبات أسبوعياً، مقارنة بالأطفال الذين لا يملكون كلاباً. ولم يقتصر هذا التأثير على الأطفال الذين كانوا يملكون كلاباً منذ ولادتهم، بل شمل أيضاً الأطفال الذين اقتنوا كلاباً خلال فترة الدراسة.

على العكس من ذلك، شهد الأطفال الذين فقدوا كلابهم انخفاضاً في عدد مشاركتهم في أنشطة الحركة، أسبوعياً للفتيات والفتيان على التوالي، مقارنةً بالأطفال الذين لم يفقدوا كلابهم. كما انخفض إجمالي الوقت الذي يقضيه الأطفال في ممارسة الرياضة يومياً في حالة فقدان الكلب.

تشير هذه النتائج إلى أنّ تربية الكلاب قد يكون لها تأثير إيجابي ومستمر على عادات النشاط البدني لدى الأطفال الصغار. ويُعزى هذا التأثير إلى عوامل عدة، من بينها:

-زيادة وقت اللعب والمشي: يتطلّب الاعتناء بالكلاب عادةً الخروج للمشي واللعب بشكل منتظم، الأمر الذي يوفّر للأطفال فرصة لممارسة النشاط البدني بصحبة صديقهم الوفي.

-تحفيز على الحركة: تعدّ الكلاب مشجعة طبيعية على الحركة واللعب، حيث تبادر عادةً إلى دعوة أصحابها للركض واللعب والمشاركة في مختلف الأنشطة.

-تحسين الحالة المزاجية: أظهرت الدراسات أنّ التفاعل مع الحيوانات الأليفة يمكن أن يساعد في الحدّ من التوتر والقلق وتحسين الحالة المزاجية، ما يزيد من رغبة الأطفال في القيام بالأنشطة البدنية.

على الرغم من وجود فوائد واضحة لتربية الكلاب، من المهمّ التأكيد على ضرورة توخّي المسؤولية عند اتخاذ قرار اقتناء كلب. فتتطلّب الكلاب الاهتمام والحب والرعاية المستمرة، ولا ينبغي اعتبارها وسيلة لتحسين صحة الأطفال فقط. فالأطفال بحاجة إلى فهم أهمية الالتزام تجاه حيوان أليف والمساهمة في رعايته.

باختصار، أظهرت دراسة PLAYCE أنّ تربية الكلاب قد يكون لها تأثير إيجابي على مستوى نشاط الأطفال الصغار. ويشجعنا ذلك على النظر إلى الحيوانات الأليفة، ليس فقط كمصدر للرفقة والمودة، بل كعوامل محتملة في تعزيز نمط حياة صحي ونشط لأطفالنا.

QOSHE - تأثير تربية الكلاب على حركة الأطفال - سمير بو سعيد
menu_open
Columnists Actual . Favourites . Archive
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close
Aa Aa Aa
- A +

تأثير تربية الكلاب على حركة الأطفال

6 0
13.02.2024

لطالما ارتبطت الكلاب بالحياة البشرية، وغالباً ما نعتبرها أكثر من مجرّد حيوانات أليفة بل أفرادًا من العائلة. ومع ذلك، فإنّ الفوائد المحتملة لتربية الكلاب تتجاوز مجرّد الشعور بالرفقة والمودة.

تشير دراسة حديثة بعنوان «التأثيرات العميقة لتربية الكلاب، واكتساب الكلاب، وفقدان الكلاب على سلوكيات حركة الأطفال: نتائج من دراسة مجموعة PLAYCE» إلى أنّ وجود كلب في المنزل قد يؤثر بشكل إيجابي على مستوى نشاط الأطفال الصغار.

ركّزت الدراسة على مجموعة من الأطفال المشاركين في الدراسة، وتابعت سلوكيات الحركة لديهم خلال فترات انتقالهم من مرحلة ما قبل المدرسة إلى المدرسة الابتدائية. قام الباحثون بتقييم عدد المرات التي يشارك فيها........

© الجمهورية


Get it on Google Play