“بعطيه التلفون لما زعلو وليضيّع وقت”. هي العبارة الأكثر تداولاً بين الأهل في هذه الأيام، كذريعة للسماح لأولادهم بالولوج إلى عالم التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، من دون معرفة “الدهاليز” الضبابية التي تخفيها فيديوهات يوتيوب و”تيك توك” تحت مسمّى الـviral والـtrend.

“في علم النفس ووفق القوانين المتّبعة في لبنان، يتبع كل قاصر أي لا يتجاوز عمره الـ18 عاماً قوانين حماية الأطفال وبالتالي ممنوع أن يكون لديه تطبيق تيك توك خاص به لأنه غير مؤهل لحماية نفسه من المخاطر النفسية والعقلية والعاطفية التي تروّج لها الفيديوهات الأكثر تداولاً عبر منصات التواصل”، وفق الأخصائية في علم النفس العيادي السريري ريتا حسّون عطالله.

وتشير عطالله في حديث لموقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، إلى أن “معظم الفيديوهات والتحديات المتداولة والتي تصبح Trend لا تراعي المعايير الأخلاقية والتربوية التي يجب أن يتأسس عليها الطفل، وتسبّب أضراراً جسدية ونفسية واضطرابات عقلية قد تؤّدي إلى الانحراف الأخلاقي والسلوكي لاحقاً أو الانتحار، بالإضافة إلى التراجع الأكاديمي والرسوب في المدرسة، ناهيك عن حالات الوفاة غير المقصودة نتيجة التحديات شبه المستحيلة والمؤذية”.

وإذ توضح أن “الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يمرّ بها لبنان انعكست أيضاً على صحة الأطفال النفسية والعقلية”، تعتبر أنهم “لا يحتاجون إلى محفّز مثل مواقع التواصل الاجتماعي، لزيادة حالة الاكتئاب والبعد النفسي السلبي”.

وعن دور الأهل الرقابي، تشدد الأخصائية على “وضع قوانين صارمة في ما يتعلّق بالسوشيل ميديا، وعدم السماح للطفل بالخصوصية والحرية الكاملة بالولوج إلى كل التطبيقات والفيديوهات المتداولة، ومراجعة قاعدة البيانات للتأكد من المحتوى الذي يشاهده”، لافتة إلى أن “جيل اليوم أكبر من عمره، أي مراحل النمو اختلفت وبينما كانت مراحل المراهقة تبدأ من عمر الـ12 عاماً نلاحظها اليوم عند بعض الأطفال من عمر 9 والـ10 سنوات”.

وتؤكد أنه “علينا استثمار هذا الانفتاح والوعي الزائد لدى الأطفال لخيرهم ومصلحتهم ونموّهم الصحيح نفسياً وعقلياً لاحقاً، لا ضمن سلوكيات غير أخلاقية أو منحرفة”.

QOSHE - ما وراء الشاشات… فخ “التواصل” يوقع أطفالكم بمخاطر حتى الموت - فريق موقع القوات اللبنانية
menu_open
Columnists Actual . Favourites . Archive
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close
Aa Aa Aa
- A +

ما وراء الشاشات… فخ “التواصل” يوقع أطفالكم بمخاطر حتى الموت

4 0
31.05.2023

“بعطيه التلفون لما زعلو وليضيّع وقت”. هي العبارة الأكثر تداولاً بين الأهل في هذه الأيام، كذريعة للسماح لأولادهم بالولوج إلى عالم التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، من دون معرفة “الدهاليز” الضبابية التي تخفيها فيديوهات يوتيوب و”تيك توك” تحت مسمّى الـviral والـtrend.

“في علم النفس ووفق القوانين المتّبعة في لبنان، يتبع كل قاصر أي لا يتجاوز عمره الـ18 عاماً قوانين حماية الأطفال وبالتالي ممنوع أن يكون لديه تطبيق تيك توك خاص به لأنه غير مؤهل لحماية نفسه........

© Lebanese Forces


Get it on Google Play