لم يكد الأمل في عودة السياح السعوديين إلى لبنان هذا الصيف يومض في أفق علاقاته مع المملكة، حتى انتشر خبر خطف المواطن السعودي مشاري المطيري مساء السبت الماضي في بيروت كالنار في الهشيم، قبل تحريره في البقاع على يد مخابرات الجيش اللبناني، وسط تحرّك سريع لافت من قبل الأجهزة الأمنية كافة.

هذه الحادثة أعادت إلى الأذهان أحداث مماثلة أو شبيهة بها، عرقلت مساراً تاريخياً من العلاقات المتجذرة بين لبنان والسعودية، فأثارت قلقاً في النفوس خوفاً من تبديد آمال وُلدت من الاندفاعة السعودية في اتجاه لبنان عقب القمة العربية الأخيرة في جدة.

هل تُترجَم هذه المخاوف حقيقةً مرّة بخسارة عودة السعوديين إلى لبنان هذا الصيف؟

رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير يستبعد أن تؤثر حادثة الاختطاف على العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية ولا سيما الاقتصادية منها، ويقول لموقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، من الواضح أن لا خلفيّة سياسية وراء عملية الخطف هذه، فالقوى الأمنية أتمّت مسؤوليّتها على أكمل وجه، ونجحت مشكورة في تحرير المخطوف السعودي والقبض على 7 أشخاص لغاية الآن.

ويُبدي اعتقاده بأن “الموضوع شخصي بامتياز وبعيد كل البُعد عن أي خلفية أو حيثية سياسية”.

ويكشف عن أن “هناك كلاماً يتنامى إلينا عن احتمال صدور قرار عن المملكة منتصف حزيران المقبل يقضي برفع الحظر عن مجيء رعاياها إلى لبنان وبالتالي عودة السياح السعوديين إلى ربوعنا. ونأمل أن تتحقق هذه الوعود وتترجم آمالنا إلى واقع لجهة عودة السياح السعوديين وإعادة تصدير المنتجات اللبنانية إلى المملكة والاستيراد منها أيضاً.

أما رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية ـ الخليجية إيلي رزق فيقول بدوره لموقعنا، توقفنا بكثير من الإيجابية أمام ردّة الفعل السعودية التي تميّزت بدايةً بالكتمان التام عن الحادثة التي حصلت مساء يوم السبت في حين أُعلن عن الخبر بعد مرور 48 ساعة، ما يعني أن التريّث كان سيّد الموقف من الجانب السعودي الذي تحرّك بعيداً عن الإعلام لإعطاء فرصة للدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية للقيام بالإجراءات اللازمة لتحرير المخطوف، وهذه الخطوة أفضت إلى النتائج الإيجابية المطمئنة التي وصلنا إليها.

لكنه لم يغفل الإشارة إلى أن “الحادثة كادت تترك أثراً سلبياً للغاية وتفرمل رفع الحظر عن مجيء السعوديين إلى لبنان وعودة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، إنما سرعة تجاوب الأجهزة الأمنية، لا سيما مخابرات الجيش اللبناني، وتحرّكها الفوري وتحرير المخطوف بالسلامة والكشف عن تفاصيل العملية، كل ذلك يطمئن إلى وجود أجهزة أمنية فاعلة ودولة لبنانية جادة في ضبط أي حادث يعكّر صفو العلاقات اللبنانية ـ السعودية، في حين تجهد الحكومة لإعادتها إلى طبيعتها.

ويضيف، نعوّل اليوم على حكمة القادة السعوديين وحنكتهم ولا سيما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لاستيعاب حادثة قامت بها عصابات موجودة في أي بلد في العالم، لكن قوة لبنان وقدرته على كشف ملابسات حادثة الخطف وتحرير المخطوف، عامل مطمئن خصوصاً أن لا غطاء سياسياً لهذه الحادثة على الإطلاق. إذ ليس هناك إرادة أو رغبة لدى أي فريق سياسي في لبنان بحماية الخاطفين وتبريرهم.

وإذ يتمنى ألا تترك أي تأثيرات سلبية، يرجّح أنها “ستفرمل الاندفاعة السعودية في اتجاه المجيء إلى لبنان في انتظار التطمينات المؤكدة اللازمة من جانب الحكومة اللبنانية”.

ولم يتردّد رزق في الإشارة إلى أن “سمعة لبنان في الخارج لا تبشّر بالخير، فالخلافات السياسية على أشدّها وتستعر عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ما يخلق “نقزة” لدى أي مواطن خليجي وعربي أو أجنبي. وفي ظل فراغ رئاسي وحكومة تصريف أعمال من المستبعَد إنشاء خلية لإدارة الأزمة بهدف تسويق لبنان في الخارج كبلد سياحي مميّز. لكن هذه المهمة نعوّل على القطاع الخاص لتنفيذها والإعلان أن لبنان بلد آمن وهو على أهبّة الاستعداد والجهوزية لاستقبال السياح في موسم السياحة والاصطياف، مستندين إلى محبة أهل الخليج والمملكة للبنان وشعبه”.​

QOSHE - خاص ـ هل تفرمل حادثة المطيري الاندفاعة السعودية باتجاه سياحة لبنان؟ - ماري هاشم
menu_open
Columnists Actual . Favourites . Archive
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close
Aa Aa Aa
- A +

خاص ـ هل تفرمل حادثة المطيري الاندفاعة السعودية باتجاه سياحة لبنان؟

4 5
31.05.2023

لم يكد الأمل في عودة السياح السعوديين إلى لبنان هذا الصيف يومض في أفق علاقاته مع المملكة، حتى انتشر خبر خطف المواطن السعودي مشاري المطيري مساء السبت الماضي في بيروت كالنار في الهشيم، قبل تحريره في البقاع على يد مخابرات الجيش اللبناني، وسط تحرّك سريع لافت من قبل الأجهزة الأمنية كافة.

هذه الحادثة أعادت إلى الأذهان أحداث مماثلة أو شبيهة بها، عرقلت مساراً تاريخياً من العلاقات المتجذرة بين لبنان والسعودية، فأثارت قلقاً في النفوس خوفاً من تبديد آمال وُلدت من الاندفاعة السعودية في اتجاه لبنان عقب القمة العربية الأخيرة في جدة.

هل تُترجَم هذه المخاوف حقيقةً مرّة بخسارة عودة السعوديين إلى لبنان هذا الصيف؟

رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير يستبعد أن تؤثر حادثة الاختطاف على العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية ولا سيما الاقتصادية منها، ويقول لموقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، من الواضح أن لا خلفيّة سياسية........

© Lebanese Forces


Get it on Google Play