في حمأة التحذيرات من خطورة استمرار البلاد في الفراغ الرئاسي والشلل الحكومي في ظل انهيار مالي تاريخي، معطوفة على التلويح بإدراج لبنان على القائمة الرمادية، تجزم التوقعات بقدوم مليون ونصف مليون سائح إلى بلاد الأرز هذا الصيف، والتعويل على الكتلة النقدية التي سيرفدون بها السوق اللبنانية الواهنة.

نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود يكشف لموقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، “تقديرياً” عن العدد الوافد إلى لبنان، ويقول، بحسب الطلب المسجَّل على حجوزات الطيران خلال أشهر الصيف الثلاثة، سيصل إلى لبنان مليون و500 ألف وافد، والسواد الأعظم منهم من اللبنانيين المغتربين والعاملين في الخارج، مقارنةً بمليون و300 ألف زائر في العام الماضي، إذ كانت نسبة 30 في المئة منهم من السياح العرب (أردنيون، وعراقيون، ومصريون) والأجانب، ونسبة الـ70 في المئة من اللبنانيين المغتربين والعاملين في الخارج.

ويرجِّح أن “تزيد نسبة السياح العرب هذا العام لتتخطى الـ30 في المئة مع احتمال مجيء السياح الخليجيين والسعوديين بفعل التقارب السياسي في المنطقة، والذي سيترك انعكاسات إيجابية بالطبع على الحركة السياحية.. أي سنعود نرى سياحاً من السعودية والخليج، ونأمل من الآن وحتى آخر حزيران المقبل أن تكون الاتفاقات السياسية وغيرها قد ثبُتت رسمياً. وبالتالي، سيتفعّل التقارب بين لبنان وبلدان الخليج ولا سيما المملكة العربية السعودية. فالأسباب السياسية التي أنتجت تلك المقاطعة، قد زالت نتيجة التحالفات الإقليمية الأخيرة، لذلك إن عودتهم إلى لبنان باتت شبه مؤكّدة”.

ووفق أجهزة الحجز، يكشف عبود عن بيع ما بين 85 و90 في المئة من التذاكر المعروضة في بلدان الخليج، ومن المرجّح أن يرتفع معدل الطلب إلى ما يفوق العرض في فصل الصيف، ما سيدفع شركات الطيران إلى تنظيم رحلات إضافية إلى لبنان.

وفي الجهة المعاكسة، يتحدث عبود عن سفر اللبنانيين المقيمين إلى الخارج للسياحة، فيشير في هذا السياق، إلى “عرض 150 ألف مقعد من لبنان في اتجاه تركيا فقط، ويُسجَّل طلب ملحوظ عليها ويُتوقّع حجزها كلها. هذا لجهة رحلات الـ”تشارتر”، أما الرحلات على الخطوط الجوية كالـ”ميدل إيست” وغيرها فلا يمكن إحصاؤها”. ويذكر هنا “نحو 200 ألف لبناني يغادرون لبنان عادةً لتمضية فصل الصيف في الخارج، وأكثر الحجوزات إلى تركيا تليها النسبة الأقل إلى اليونان”.

ويخلص عبود إلى التمني بالإسراع “في انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت وتشكيل حكومة فاعلة لإحداث خرق في الجمود الاقتصادي واستعادة النهوض والنمو”.

وأظهرت الدراسة التي أجرتها شركة الاستشارات والتدقيق “إرنست آند يونغ” EY عن القطاع الفندقي في منطقة الشرق الأوسط، أن نسبة إشغال الفنادق ذات الأربع والخمس نجوم في بيروت بلغت 36.9% في الفصل الأول من العام 2023، مقارنة بنسبة 43.6% في الفصل الأول من العام 2022، وبنسبة 67.3% في 13 سوقاً عربيًا.

وسجّلت بيروت نسبة الإشغال الأدنى في المنطقة في الفصل الأول من العام 2023، في حين سجّلت النسبة الثالثة الأدنى في الفصل الأول من العام 2022. بلغت نسبة إشغال الفنادق في بيروت 36.8% في كانون الثاني، و35.6% في شباط، و38.2% في آذار 2023، مقارنة ﺒ34.7% في كانون الثاني، و43.8% في شباط، و52.7% في آذار 2022. انخفض معدل نسبة إشغال الفنادق في بيروت ﺒ6.7 نقطة مئوية في الفصل الأول من العام 2023 من الفترة ذاتها في العام 2022.

وفي المقارنة، ارتفع معدل نسبة إشغال الفنادق في المنطقة العربية بسبع نقاط مئوية في الفصل الأول من العام 2023. وقد جاءت نتائج هذه الدراسة في التقرير الاقتصادي الأسبوعي لمجموعة بنك بيبلوس Lebanon This Week.

وأورد التقرير أن معدل سعر الليلة في فنادق بيروت بلغ 4.6 مليون ليرة لبنانية (43 دولار أميركي) في الفصل الأول من العام 2023، مقارنة ﺒ1.4 مليون ليرة لبنانية (60 دولار أميركي) في الفصل نفسه من العام 2022، ما يشكّل النسبة الأدنى في المنطقة.

وأشارت “إرنست آند يونغ” إلى أنها استندت في احتساب معدل سعر الليلة في فنادق بيروت على سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأميركي الذي استخدمته الفنادق في وقت حجز العملاء للغرف.

وأتى معدّل سعر الغرفة في بيروت أدنى من المعدّل في المنطقة الذي بلغ 167.6 دولار أميركي والذي ارتفع بقيمة 15.5 دولار أميركي، أو بنسبة 10.2% من 152.2 دولار أميركي في الفترة ذاتها من العام 2022. معدل سعر الليلة في فنادق بيروت بلغ 2.9 مليون ليرة لبنانية (50 دولار أميركي) في كانون الثاني، و4.4 مليون ليرة لبنانية (51 دولار أميركي) في شباط، و6.3 مليون ليرة لبنانية (59 دولار أميركي) في آذار 2023، مقارنة 1.4 مليون ليرة لبنانية (69 دولار أميركي) في كانون الثاني، و1.4 مليون ليرة لبنانية (67 دولار أميركي) في شباط، و1.4 مليون ليرة لبنانية (61 دولار أميركي) في آذار 2022.

فضلاً عن ذلك، بلغت الإيرادات الناتجة عن كل غرفة متوفّرة (RevPAR) في فنادق بيروت 1.7 مليون ليرة لبنانية (16 دولار أميركي) في الفصل الأول من العام 2023، مقارنة ﺒ622.144 ألف ليرة لبنانية (26 دولار أميركي) في الفصل الأول من العام 2022، ما يشكّل النسبة الأدنى في المنطقة. وأشارت إرنست آند يونغ أنها استخدمت الطريقة ذاتها في احتساب معدل سعر الليلة في فنادق بيروت لاحتساب اﻠRevPAR.

وفي المقارنة بلغ معدل نسبة إشغال الفنادق في المنطقة العربية 118.3 دولار أميركي في الفصل الأول من العام 2023. بلغت الإيرادات الناتجة عن كل غرفة متوفّرة (RevPAR) في فنادق بيروت 1.06 مليون ليرة لبنانية (18 دولار أميركي) في كانون الثاني، و1.58 مليون ليرة لبنانية (18 دولار أميركي) في شباط، و2.4 مليون ليرة لبنانية (23 دولار أميركي) في آذار 2023، مقارنة ﺒ505.622 ألف ليرة لبنانية (24 دولار أميركي) في كانون الثاني، و602.568 ألف ليرة لبنانية (29 دولار أميركي) في شباط، و760,794 ليرة لبنانية (32 دولار أميركي) في آذار 2022.

وسجّلت المدينة المنوّرة في السعودية أعلى معدل إشغال 89.4% في الفصل الأول من العام 2023، في حين سجّلت دبي أعلى معدّل سعر غرف (373 دولار أميركي)، وأعلى إيرادات ناتجة عن كل غرفة متوفّرة (313 دولار أميركي) في الفصل الأول من العام 2023.

QOSHE - خاص ـ مفاجأة خليجية صيفاً؟ -  ماري هاشم
menu_open
Columnists Actual . Favourites . Archive
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close
Aa Aa Aa
- A +

خاص ـ مفاجأة خليجية صيفاً؟

7 13
27.05.2023

في حمأة التحذيرات من خطورة استمرار البلاد في الفراغ الرئاسي والشلل الحكومي في ظل انهيار مالي تاريخي، معطوفة على التلويح بإدراج لبنان على القائمة الرمادية، تجزم التوقعات بقدوم مليون ونصف مليون سائح إلى بلاد الأرز هذا الصيف، والتعويل على الكتلة النقدية التي سيرفدون بها السوق اللبنانية الواهنة.

نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود يكشف لموقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، “تقديرياً” عن العدد الوافد إلى لبنان، ويقول، بحسب الطلب المسجَّل على حجوزات الطيران خلال أشهر الصيف الثلاثة، سيصل إلى لبنان مليون و500 ألف وافد، والسواد الأعظم منهم من اللبنانيين المغتربين والعاملين في الخارج، مقارنةً بمليون و300 ألف زائر في العام الماضي، إذ كانت نسبة 30 في المئة منهم من السياح العرب (أردنيون، وعراقيون، ومصريون) والأجانب، ونسبة الـ70 في المئة من اللبنانيين المغتربين والعاملين في الخارج.

ويرجِّح أن “تزيد نسبة السياح العرب هذا العام لتتخطى الـ30 في المئة مع احتمال مجيء السياح الخليجيين والسعوديين بفعل التقارب السياسي في المنطقة، والذي سيترك انعكاسات إيجابية بالطبع على الحركة السياحية.. أي سنعود نرى سياحاً من السعودية والخليج، ونأمل من الآن وحتى آخر حزيران المقبل أن تكون الاتفاقات السياسية وغيرها قد ثبُتت رسمياً. وبالتالي، سيتفعّل التقارب بين لبنان وبلدان الخليج ولا سيما المملكة العربية السعودية. فالأسباب السياسية التي أنتجت تلك........

© Lebanese Forces


Get it on Google Play