الموقفُ ذاته الذي يُكرره الثنائي الشيعي منذ أشهر “رئاسياً”، لناحية الدعوة إلى التوافق والحوار، كرره الخميس الأمينُ العام لحزب الله حسن نصرالله. ففي خطابه في عيد “المقاومة والتحرير”، قال “المطلوب المزيد من الحوار والإتصالات، ولسنا على قطيعة مع أحد وندعو إلى التشاور من دون أي شروط مسبقة وإلغائية”.

غير أن الثنائي لا يزال حتى الساعة، يصر على أن مرشحه هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ويرفض التراجعَ عنه، وقد عكس هذا الخيارَ المتشدد رئيسُ مجلس النواب نبيه بري في مواقفه الصحفية الأخيرة، إذ أكد أن حظوظ نائب زغرتا سابقاً “متقدمة خلافاً لأي اعتقاد آخر”، وأنه “ليس في وارد الدخول في حوار مع أي فريق حيال ترشيحه أو التفكير في التخلي عنه أو سحبه”.

انطلاقاً من هنا، تسأل مصادر سياسية معارضة عبر موقع القوات اللبنانية الالكتروني عن أهداف الحوار الذي يريده الحزب وعن التوافق الذي يتحدث عنه.

فالمضحك ـ المبكي ليس في كون الثنائي لا يرى مؤهّلاً للرئاسة إلا فرنجية، فحسب، بل أيضاً في كونه يعتبره شخصاً توافقياً، وهنا “الطامة الكبرى”. وقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد منذ أيام “نحن دعمنا مرشّحاً لرئاسة الجمهورية، تستطيعون أنتم المكابرون أن تفتحوا معه حواراً، وأن تأخذوا منه وتعطوه”، مضيفاً “ارتضينا دعم المرشّح الذي يمكن أن تكون هناك نافذة وصلٍ بينكم وبينه لحفظكم ولإبقاء الحوار قائماً في هذا البلد، وللتحرّك باتجاه تصويب كلّ ما هدّمتموه في المرحلة الماضية”…

التوافق الذي يدعو إليه نصرالله إذاً، في ظلّ رفضه التخلي عن فرنجية، يبدو مزيّفاً، تتابع المصادر، ويبدو أنه “شكلي” وفرضته عليه الاجواء الاقليمية والتهدئة التي أرساها بين السعودية وايران، اتفاقُ بكين. فللمرة الاولى، يخفّض الأمين العام للحزب لهجته ويتحدث عن “تشاور من دون شروط مسبقة أو إلغائية”.

غير أن العبرة تبقى في التنفيذ. وحتى الساعة، لا بوادر تهدئة فعلية وعملية من قِبَل الضاحية او عين التينة. فحتى القرارات الكبرى في البلاد، كخياراتها الاستراتيجية السيادية، صادَرَها نصرالله وبدا في خطابه يُحدّدها سلفاً للعهد المقبل ولرئيس الجمهورية المقبل. فقد اعاد من جديد، نفضَ الغبار عن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، قائلاً “معادلة الجيش والشعب والمقاومة حمت لبنان والأمن والأمان شرط أساسي لأي معالجة اقتصادية وسياسية”.

فماذا بقي إذاً للتحاور والتوافق بين الحزب ومعارضيه، طالما أن الاول حدّد مَن هو رئيس الجمهورية واحتكر القرارات الكبرى ورسمَ منذ الآن، الخطوطَ العريضة للعهد الآتي؟”، تسأل المصادر ذاتها.

QOSHE - خاص ـ الحزب حسم مرشحه وحدّد توجهات العهد… ماذا ترك للحوار والتوافق؟ - نور لمع
menu_open
Columnists Actual . Favourites . Archive
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close
Aa Aa Aa
- A +

خاص ـ الحزب حسم مرشحه وحدّد توجهات العهد… ماذا ترك للحوار والتوافق؟

8 1
27.05.2023

الموقفُ ذاته الذي يُكرره الثنائي الشيعي منذ أشهر “رئاسياً”، لناحية الدعوة إلى التوافق والحوار، كرره الخميس الأمينُ العام لحزب الله حسن نصرالله. ففي خطابه في عيد “المقاومة والتحرير”، قال “المطلوب المزيد من الحوار والإتصالات، ولسنا على قطيعة مع أحد وندعو إلى التشاور من دون أي شروط مسبقة وإلغائية”.

غير أن الثنائي لا يزال حتى الساعة، يصر على أن مرشحه هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ويرفض التراجعَ عنه، وقد عكس هذا الخيارَ المتشدد رئيسُ مجلس النواب نبيه بري في مواقفه الصحفية الأخيرة، إذ أكد أن حظوظ نائب زغرتا سابقاً “متقدمة خلافاً لأي........

© Lebanese Forces


Get it on Google Play