“هيفا وهبي من دون فوتوشوب وفلتر وظهور تجاعيد”، عبارة رافقت مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما “توتير”، الأيام الخمس الماضية، وكأنها صدمة العصر.

وكل القصة أن الفنانة اللبنانية هيفا وهبي ظهرت بحديث مع الصحفيين، قبيل إحياء حفلتها الأولى في المملكة العربية السعودية، ضمن مشاركتها في افتتاح حفلات “موسم الرياض 2022″، وانتشرت صورة لها “low quality”، جرّاء بهتان الأضواء، بحسب بعض المصوّرين المحترفين، بتجاعيد قوية ووجه “يُخوّف”. وانهالت التعليقات والهجوم، وكأنه “عيب” أن تكبر النجوم بالعمر، أو حتى تبيان التجاعيد، بغض النظر عن الصور.

قضية وهبي، واحدة من القضايا التي تلقي الضوء على أخطر ما يمكن أن يتعرّض له أي شخص، ألا وهو التنمُّر، فكيف التنمُّر على شخصية فنّية لها الآلاف من المتابعين والمحيطين؟ وهل بات الـ”social media” مساحة للنقد والمحاسبة بلا حسيب ورقيب؟

كيف يُفسّر علم النفس ما حصل مع هيفا وهبي؟ لا سيما بعد ردِّها عبر فيديو عفويّ، ظهرت فيه مع أصدقائها في القاهرة وهي تحتفل بنجاح حفلها وترقص على أغنية “أنا هيفا أنا”، بتفاعل الجمهور الواسع، معبِّرين عن سعادتهم بقدرة هيفا على تجاهل الانتقادات.

الاستشارية في علم النفس المعالجة ريما بجاني، توضح في حديث إلى موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “الأشخاص في طبيعتهم يقومون بالتنمُّر بلا معرفة، عبر التعبير بلا خطوط أو تحت غطاء التعبير عن رأي، خصوصاً في عصر السوشيل ميديا الذي أصبح يؤثّر على الصحة النفسية بشكل مباشر وأساسيّ لدرجة الكآبة. وهناك أشخاص غير جاهزين لتقبّل التنمُّر الذي يعتبره البعض انتقاداً. في حين، هناك آخرون (فهمانين اللعبة)، مثلما حصل مع الفنانة هيفا وهبي، التي تتمتع بالثقة بالنفس وتفهم أنها ستتعرّض للانتقادات”.

وتضيف، “الخطير اليوم، أنه بكبسة زر نتشارك خبراً تنمُّرياً، إذا صحّ التعبير، من دون تأكّد أو حتى محاولة فهم، أو عبر كراهية معيّنة لشخصيّة ما، خصوصاً الشخصيات الفنية والمشاهير. والطريقة التي حصلت مع هيفا اليوم، باستخدام (ظهور التجاعيد)، وكأنه أمر معيب أن تظهر التجاعيد على وجه الإنسان، هنا لا بدّ من إدراك خطورة الوضع الذي وصل إليه فكر البشر، وتخطِّي الحدود إلى حدِّ الأذيّة عبر المواقع التواصل الاجتماعي”.

وتلفت بجاني، إلى أنه “لاستخدام الفوتوشوف في الصور، لا سيما صور المشاهير، دور مهمّ بلعبة التنمّر. فبغض النظر عن قضية صورة هيفا وهبي الأخيرة، غير أن المتابعين يرون صوراً عالية الجودة ومشرقة عبر السوشيل ميديا، ويعتقدون بأذهانهم أنهم سيرون هذه الصورة طبق الأصل بالحقيقة، إلاّ أنهم عند لقائهم بالشخصية يتفاجؤون بملامح مختلفة. وهنا (اللعبة)، بين الافتراضية المحبوبة التي تعوّد عليها المستخدمون، والملامح المختلفة عند اللقاء المباشر”.

وتشير، إلى أن “ردّ هيفا وهبي الأخير عبر الفيديو الذي ظهرت فيه وهي ترقص وتمرح عير مبالية، دليل على أنها من الأشخاص القادرين على الاستيعاب والتخطِّي”، مؤكدة أن “التنمُّر اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا يمكن حدّه، إذ بات كثيرون يفتقدون للضوابط الشخصية إزاء أي موضوع، خصوصاً بـ(عجقة) السوشيل ميديا والآراء غير المضبوطة”.

إليكم مقارنة بين لقطة شاشة من ألمقابلة (اليمين) والصورة المتناقلة (اليسار)، وبعض الانتقادات:

ولمشاهدة الفيديو المتداول وهي ترقص على أغنية “أنا هيفا أنا” وتحتفل مع أصدقائها بنجاح حفلها: اضغط هنا

QOSHE - خاص ـ التنمُّر في عصر الـ”سوشيل” بلا حدود… “بس هيفا آخر همّها” - أنطونيلا زخيا
menu_open
Columnists . News Actual . Favourites . Archive
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close
Aa Aa Aa
- A +

خاص ـ التنمُّر في عصر الـ”سوشيل” بلا حدود… “بس هيفا آخر همّها”

3 2 3
04.11.2022

“هيفا وهبي من دون فوتوشوب وفلتر وظهور تجاعيد”، عبارة رافقت مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما “توتير”، الأيام الخمس الماضية، وكأنها صدمة العصر.

وكل القصة أن الفنانة اللبنانية هيفا وهبي ظهرت بحديث مع الصحفيين، قبيل إحياء حفلتها الأولى في المملكة العربية السعودية، ضمن مشاركتها في افتتاح حفلات “موسم الرياض 2022″، وانتشرت صورة لها “low quality”، جرّاء بهتان الأضواء، بحسب بعض المصوّرين المحترفين، بتجاعيد قوية ووجه “يُخوّف”. وانهالت التعليقات والهجوم، وكأنه “عيب” أن تكبر النجوم بالعمر، أو حتى تبيان التجاعيد، بغض النظر عن الصور.

قضية وهبي، واحدة من القضايا التي تلقي الضوء على أخطر ما يمكن أن يتعرّض له أي شخص، ألا وهو التنمُّر، فكيف التنمُّر على شخصية فنّية لها الآلاف من المتابعين والمحيطين؟ وهل بات الـ”social........

© Lebanese Forces


Get it on Google Play