منذ عقود وفي كل عام، تُعاد “خبريّة بريق الميّ” عند تساقط الأمطار للمرة الأولى في فصل الخريف، فيتبادل المسؤولون التهم من دون التوصُّل إلى نتيجة أو حلّ. ما شهده لبنان، منذ يومين، فاق التوقعات، وللأسف، صدق المثل، “الموت شنشطةً على الطريق”. وتحوّلت الأوتوسترادات والطرقات العامة إلى أنهر، وتسبّبت بوفاة رجل بعد فقدانه في منطقة المعامل ـ الزوق، وطافت السيارات بالمياه، ما دفع أصحابها إلى الخروج منها والوقوف على السقوف، مناشدين لإغاثتهم، أضف إلى زحمة السير حتى ساعات متأخرة من ليل الأحد، ليزيد الذل ذلاً.

وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، حاول بعد إلقاء اللوم عليه من قبل المواطنين، توضيح حقيقة الكارثة، فور “البهدلة المائية”، مشيراً إلى أن “كل البلدات التي تقع بين انطلياس وشكا متعاقدة مع شركة تهتم بالكنس، وهذا الأمر ليس من واجبات وزارة الأشغال”، لافتاً إلى أننا “تحولنا منذ شهر في الوزارة إلى شركة رفع نفايات”.

أما بما يتعلق بمنطقة جونية، فأكد أن “هناك 3 محطات للمياه المبتذلة في جونية و2 منها معطلة”، مضيفاً أن “الوزارات المعينة واتحاد البلديات وشركات رفع النفايات والبلديات يتحملون المسؤولية عما حصل، وإذا لم تتحرك هذه الجهات سيتكرر الأمر”، جازماً بأننا “جاهزون لأي مساءلة وإبراز أوراقنا”، محمّلاً أيضاً شركة رامكو المسؤولية، باعتبار أنها “لا تقوم برفع النفايات ولدي صور للنفايات المتراكمة”.

في المقابل، المدير العام لشركة “رامكو” وليد بو سعد، يؤكد أن “كلام حمية غير صحيح، إذ إن لا نفايات متراكمة على الطرقات”.

ويوضح، عبر موقع “القوات اللبنانية”، أن “رامكو مرتبطة مع الدولة اللبنانية بعقدين، عقد جمع النفايات، وعقد كنس الطرقات، كما أنها مسؤولة عن كنس النفايات المتبعثرة على الطرقات العامة الساحلية، من نفق نهر الكلب (ضبية) حتّى بيروت فقط، أمّا تكنيس ما بعد النفق لا يدخل ضمن العقد”.

ويضيف، “في عقدنا، لا وجود لتنظيف المجاري والأنهر، بل هي تتم عبر متعهدين آخرين”، لافتاً إلى أننا “لم نر أي متعهّد يقوم بتنظيف أيّ مجرى مياه خلال العام الحالي”.

ويشدد بو سعد على أن “لا تراكم نفايات ضمن نطاق عملنا، إلّا بحال وجود قوّة قاهرة مثل تسكير مطمر ما، لكن أمس الأحد لم يكن هناك نفايات”، قائلاً، “النفايات تتراكم أحياناً في الليل، لأن مطمر الجديدة ـ برج حمود يقفل عند الساعة 5 بعد الظهر، وبالتالي نوقف أعمالنا، ونستأنفها عند الساعة 4 فجراً، فعملياً التكدس يبدأ من الساعة 5 بعد الظهر حتى الرابعة فجراً”، موضحاً أن “المقصود بالتكدس هو ملء الحاويات بالنفايات”.

ويشرح أن “معظم أغطية المجاري مكسور أو مسروق، ما يؤدي إلى تسرٌّب النفايات والخشب وأوراق الشجر والبلاستيك إلى داخل الريغارات وتسدّها، فتحصل الفيضانات”.

ويعتبر بو سعد أن “إلقاء اللوم على شركة رامكو ليس دقيقاً، فبكلّ فخر قمنا بواجباتنا وحتّى بواجبات المتعهّدين الآخرين، وأطالب حميّة بالكشف عن هوية المسؤول عن تنظيف الأقنية والمجاري”.

QOSHE - خاص ـ “الشنشطة” على الطرقات… “مين ما فتح المجاري؟” - جوزيف أبي عبود
menu_open
Columnists . News Actual . Favourites . Archive
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close
Aa Aa Aa
- A +

خاص ـ “الشنشطة” على الطرقات… “مين ما فتح المجاري؟”

3 4 1
25.10.2022

منذ عقود وفي كل عام، تُعاد “خبريّة بريق الميّ” عند تساقط الأمطار للمرة الأولى في فصل الخريف، فيتبادل المسؤولون التهم من دون التوصُّل إلى نتيجة أو حلّ. ما شهده لبنان، منذ يومين، فاق التوقعات، وللأسف، صدق المثل، “الموت شنشطةً على الطريق”. وتحوّلت الأوتوسترادات والطرقات العامة إلى أنهر، وتسبّبت بوفاة رجل بعد فقدانه في منطقة المعامل ـ الزوق، وطافت السيارات بالمياه، ما دفع أصحابها إلى الخروج منها والوقوف على السقوف، مناشدين لإغاثتهم، أضف إلى زحمة السير حتى ساعات متأخرة من ليل الأحد، ليزيد الذل ذلاً.

وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، حاول بعد إلقاء اللوم عليه من قبل المواطنين، توضيح حقيقة الكارثة، فور........

© Lebanese Forces


Get it on Google Play