“مكره أخوك لا بطل”، “شدَّ” رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل “على حاله”، وتحمَّل تجرُّع “الكأس المرّة”، و”مشقّة” ترؤس وفد تكتل “لبنان القوي” إلى عين التينة، للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، مميّزاً إياه عن سائر القيادات والكتل النيابية، وتسليمه “ورقة المعلاق”، أو الصحيح ورقة “الأولويات الرئاسية” التي يجول بها تكتّله على مختلف الكتل، طارحاً تصوُّره للانتخابات الرئاسية والمرحلة المقبلة.
وللوهلة الأولى، يخال من يسمع باسيل وهو يدعو من على منبر عين التينة إلى الحوار والتواصل والتوافق، مؤكداً على دور بري في هذا المجال، أو وهو يكيل “آيات التبجيل والاحترام” له، معبّراً عن سعادته بأنه وجد لديه كل التفهم والاستعداد والإيجابية، أن المتحدث منتحل صفة وليس باسيل الذي يعرفه اللبنانيون، وأولهم بري، الذي اتهمه في مواقف لم يمر عليها الزمن أنه “البلطجي” و”راعي الفساد الأول”.
نعم، هي “الضرورات المصلحية” تبيح “المحظورات المبدئية”. وهي معادلة يتقنها باسيل بدرجة عالية. كيف لا وهو تتلمذ في ذلك على يد أفضل الأساتذة، “مرشده وملهمه ومورِّثه” رئيس الجمهورية ميشال عون؟ بالتالي كان لا بدَّ من “الانحناء” أمام بري، الذي يعرف كيف “يُكرم” ضيفه بما يستحق وهو “يضحك في عبِّه”.
المحلل السياسي جوني منيّر، يرى أن “باسيل يسعى لكسر الجليد مع بري، ويقرّ ضمنياً بأنه لا يمكن تخطّيه، خصوصاً في المرحلة المقبلة التي سيكون رئيس مجلس النواب الأساس فيها. بالتالي، باسيل يحاول الإبقاء على مساحة نفوذ معينة من خلال التصالح وكسر الجليد مع بري، لمحاولة ترتيب أفضل موقع يمكنه تحصيله للمرحلة المقبلة”.
ويوضح، في حديث إلى موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “باسيل يدرك أنه بعد أقل من أسبوعين، سيتراجع تأثيره على مستوى السلطة بدرجات كبيرة. بالتالي ما يقصده فعلياً من خلال التودُّد لبري وطموحه بالتعاون معه، هو إيجاد حلول لوضعيته في المرحلة المقبلة، إذ يحاول بقدر ما يستطيع عدم خسارة الكثير من الأوراق والحفاظ قدر الإمكان على موقع له في الفترة المقبلة”.
ويلفت منيّر، إلى أنه “في ظل تعثر تشكيل الحكومة المستبعد حتى ربع الساعة الأخيرة، على الرغم من المحاولات المتجددة، والشغور الرئاسي الذي بات شبه مؤكد، يصبح بري الممسك الأول بمفتاح اللعبة في الانتخابات الرئاسية، فضلاً عن التشريعات التي يمكن أن يقرّها مجلس النواب من دون أي تأثير لرئيس الجمهورية، بالإضافة إلى العلاقة التحالفية القوية بين بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي”.
ويعتبر، أن “كل هذه العوامل تدفع باسيل للتفتيش عن مخارج وحلول وتلطيف العلاقة مع بري، في سبيل التخفيف من خسائره في المرحلة المقبلة. ولا شك أن باسيل يقوم بذلك مدفوعاً بنصائح من حزب الله في هذا السياق، وهذا مؤكد. علماً أنه كان يُتوقع أن يترأس وفد التيار إلى حارة حريك، لكنه فعلها إلى عين التينة”.
لكن منيّر يستدرك، لافتاً إلى أن “نصائح ومساعي حزب الله تقف عند حدود معينة. إذ بطبيعة الحال يمكن للحزب أن يطلب من بري تلطيف الوضع مع باسيل واستقباله، لكن لا يمكنه طلب إعادة علاقة تحالفية معه”، ومؤكداً أنه “بين بري وعون، وخصوصاً باسيل، هناك استحالة للحمة معينة أو الذهاب باتجاه برنامج عمل مشترك للمرحلة المقبلة”.
ويشدد، على أن “بري يمكنه التصالح وكسر الجليد مع باسيل، إنما بالتأكيد لن يمنحه برنامج عمل مشترك للمستقبل كما يطمح، لكنه لن يحصل عليه. وحزب الله لا يمكنه الذهاب بعيداً في هذه المسألة مع بري، مع التذكير بأن رئيس مجلس النواب لم يجارِ حزب الله في انتخاب عون قبل ست سنوات، وأبلغ الحزب بموقفه مسبقاً وأصرَّ عليه، ليُنتخب من دون أصوات كتلة التنمية والتحرير”، لافتاً إلى أن حزب الله يدرك جيداً أن هناك أموراً لا يمكنه الذهاب بعيداً فيها مع بري”.
أي عملية نسخ من دون ذكر المصدر تعرض صاحبها للملاحقة القانونية
خاص ـ بين باسيل وبري… “الضرورات المصلحية” تبيح “المحظورات المبدئية”
“مكره أخوك لا بطل”، “شدَّ” رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل “على حاله”، وتحمَّل تجرُّع “الكأس المرّة”، و”مشقّة” ترؤس وفد تكتل “لبنان القوي” إلى عين التينة، للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، مميّزاً إياه عن سائر القيادات والكتل النيابية، وتسليمه “ورقة المعلاق”، أو الصحيح ورقة “الأولويات الرئاسية” التي يجول بها تكتّله على مختلف الكتل، طارحاً تصوُّره للانتخابات الرئاسية والمرحلة المقبلة.
وللوهلة الأولى، يخال من يسمع باسيل وهو يدعو من على منبر عين التينة إلى الحوار والتواصل والتوافق، مؤكداً على دور بري في هذا المجال، أو وهو يكيل “آيات التبجيل والاحترام” له، معبّراً عن سعادته بأنه وجد لديه كل التفهم والاستعداد والإيجابية، أن المتحدث منتحل صفة وليس باسيل الذي يعرفه اللبنانيون، وأولهم بري، الذي اتهمه في مواقف لم يمر عليها الزمن أنه “البلطجي” و”راعي الفساد الأول”.
نعم، هي........
© Lebanese Forces
visit website