menu_open Columnists
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close

القبيلة والدولة في الأردن: تحالف تاريخي يواجه اختبار المستقبل

8 1
04.10.2025

يشكّل البعد القبلي إحدى الركائز البنيوية في تشكيل الهوية الوطنية والسياسية في الأردن، حيث أسهمت القبائل منذ نشأة إمارة شرق الأردن عام 1921م في دعم المشروع السياسي للدولة وترسيخ شرعيتها. ويُعدّ التحالف بين القبائل والدولة من أهم العوامل التي حافظت على استقرار النظام السياسي في سياق جيوسياسي إقليمي شديد الاضطراب. إن دراسة هذه التحالفات تتيح فهم ديناميكيات العلاقة بين الفواعل التقليدية – كالعشيرة والقبيلة – والمؤسسات السياسية الحديثة، خاصة في بيئة شرق أوسطية تتسم بالتقلبات والصراعات.

منذ تأسيس إمارة شرق الأردن أدرك الأمير عبد الله الأول أن بناء الدولة الناشئة يتطلب عقد تحالف استراتيجي مع القبائل، التي كانت تشكّل القوة الاجتماعية والعسكرية الأبرز آنذاك. لقد تمحور هذا التحالف حول مبدأ تبادل الدعم: الدولة تمنح الحماية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فيما تقدّم القبائل الولاء وتوفر الموارد البشرية اللازمة لبناء الجيش وقوات البادية. هذه المعادلة مكّنت النظام من بسط نفوذه على الأطراف المترامية وضبط الأمن في مناطق البادية والريف، ما عزّز شرعيته الداخلية.

وظّف النظام هذه التحالفات لضمان الاستقرار في فترات الأزمات، مثل الحروب العربية-الإسرائيلية وأحداث أيلول/سبتمبر 1970، حين أدّت القبائل دوراً حاسماً في حماية النظام من التهديدات الداخلية والخارجية. ومع تطور النظام........

© Annahar