
Aa
Aa
Aa
-
A
+
هل فقد الغرب قيادة العالم في قطر؟
نشرت مجلة The Nation الأميركية (21 ديسمبر، 2022) مقالاً أعتبره تحولاً في الصحافة الغربية بعنوان (What Qatar's World Cup Tells Us About The World in 2022) (ماذا تخبرنا كأس العالم في قطر عن العالم في 2022).
ولأهمية المحتوى ومن كتبه ونشره، ولكونهم يمثلون البلد محل الانتقاد، وجدت من المناسب ترجمة وتلخيص المقالة الطويلة، بتصرّف لغوي لا يغيّر المعنى، مع التعليق عليها.
الغرب يخسر الرهان!
يعلن الكاتبان Tony Karon و Daniel Levy في مقدمة المقال أن الغرب فقد قيادته الكونية في الدوحة، أكثر من أي وقت مضى. فبلايين البشر من سكان "جنوب العالم" أعلنوا ذلك بوضوح في مونديال 2020، عندما حضروا وتابعوا وأعجبوا بالعرب، ولم يأبهوا بتحذيرات واتهامات الصحافة والساسة والمنظمات الحقوقية الغربية للبلد الخليجي العربي الصغير، قطر.
وصح ظنهم، فالدولة الصحراوية أثبتت أنها قادرة على تحقيق أعظم نجاح تنظيمي للمونديال في التاريخ. وكذب رقيّ التعامل الرسمي والأمني، وكرم ولطف الشعوب العربية، وسماحة الدين الإسلامي، كل الصور النمطية لهذه المجتمعات والدول. وفضحت التغطيات الإعلامية الغربية تحيّز وعنصرية وعجرفة "الرجل الأبيض"!
صدمة إسرائيل
وأكثر من أدرك تلك الحقائق الإسرائيليون وحلفاؤهم، فحتى الشعوب التي طبعت حكوماتها وروّجت لما سمّته "الديانة الإبراهيمية" وفتحت أبوابها وقنواتها لحاخامات وقادة وسيّاح الدولة اليهودية، سرعان ما اكتشفوا رفض العرب على جميع المستويات، وخاصة الشباب والنساء، التخلي عن "القضيّة"، وحملوا الأعلام الفلسطينية، هم وغيرهم من الشعوب الشرقية والجنوبية، ورفضوا بحزم الحديث الى الإعلام الإسرائيلي.
فهذه الشعوب تدرك أن الذي يحاضر عليهم في حقوق الإنسان هم المستعمرون السابقون واللاحقون، وهم من دمّر حضارتهم وبلدانهم وأوصلوهم الى ما وصلوا إليه من تخلف وفقر وحاجة. وهم من يسجنهم ويطاردهم ويطردهم الى بلدانهم كما تفعل أميركا، ويعيد توطينهم في "رواندا" كما تفعل بريطانيا، ويحبسهم في معسكرات ومستودعات كما تفعل فرنسا، ويمنع إنقاذهم من الغرق كما تفعل إيطاليا. وهم من يوجّه خمسين مليار دولار لدعم أوكرانيا،........
© Annahar


