
السعودية والصين.. الشراكة الآمنة
سئل الملك عبدالعزيز، في أوائل الثلاثينات الميلادية، من مستشاريه: لماذا نعطي اتفاقية النفط لأميركا وليس لبريطانيا العظمى، فقال: أميركا دولة عظيمة صاعدة، وبريطانيا بلغت أوجها، ولذلك فالخير لنا أن يكون حلفنا مع أميركا وشراكتنا مع بريطانيا.
الصين الصاعدة
أثبتت الأيام حكمة الملك عبدالعزيز، فقد أخرجت الحرب العالمية الثانية الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس من لعبة الأمم، وتقدّمت الولايات المتحدة لتحتلّ مكانها، ولا تزال.
ولكن الأيام دول بين الناس، وما صحّ قبل قرن من الزمان، يصحّ اليوم. الصين الصاعدة بقوتها الاقتصادية والعسكرية والجيوسياسية تتقدّم بسرعة الصاروخ على الدول التي تربّعت عروش المعمورة قرونًا. فهي صاحبة ثاني أكبر اقتصادات العالم، ومتوقّع أن تزيح اميركا من المركز الأول خلال العقد الحالي. وبعد أن كشف الجيش الروسي محدودية إمكاناته في الاسلحة التقليدية خلال حرب اوكرانيا، أصبحت الصين بجيشها الأكبر (3 ملايين مع الاحتياطي)، وسلاحها الأكثر حداثة وتعدادًا، المنافس الأول لأميركا، لولا مخزون النووي الروسي.
اميركا المتراجعة
أعلنت الإدارة الأميركية أنها تراجع تحالفها الثمانيني مع السعودية، واتفاقية النفط مقابل الأمن، مع دول الخليج، لأنها أصبحت أكبر منتجة للنفط في العالم، وإن كانت السعودية أكبر مصدّر. ولأن اهتماماتها الجيوسياسية تحولت الى الشرق لمواجهة التنين الصيني. ولأن السعودية لا زالت مصرة على ممارسة مبدأ السيادة وتقديم مصالحها الذاتية والقومية على المصلحة الأميركية، فردّت السفيرة السعودية في واشنطن، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، الأمير السفير الذي عايش مرحلة الحلف السعودي الأميركي، أنّ الاتفاق انتهى من الطرفين، والعلاقة تتمّ مراجعتها في الرياض أيضًا. فالسعودية لم تعد بحاجة الى القوة الأميركية لتأمين مصالحها، وليست........
© Annahar


