
بعد 15 أيار: إلى أين؟
لا يدرك الكثير من الذين سيتوجّهون إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد ما الذي ينتظرهم في اليوم التالي، وتحديداً ما الذي تخطّط قوى السلطة لتنفيذه عندما ترتاح من وطأة الانتخابات، وتتخلّص من عبء الناس عليها. ولو أدرك هؤلاء ما ينتظرهم، لغيَّروا آراءهم في الصناديق. لكن قوى السلطة نفسها مطمئنة إلى أنّها، في أي حال، ستبقى مسيطرة على اللعبة بالكامل، وأنّ أحداً لن يقف في وجهها.
يتناقل العديد من المراقبين والديبلوماسيين تقارير عن مستوى الاحتقان الذي ستشهده الساحة في لبنان بعد انتهاء الانتخابات النيابية. ويعتقد البعض أنّ الفترة المقبلة ستشهد نزول الناس إلى الشارع مجدداً، في ما يمكن اعتباره الجولة الثانية من «الانتفاضة»، أو «ثورة» 17 تشرين 2019.
لكن آخرين يُظهِرون التشاؤم ويقولون: هذه «الثورة» فشلت، ولا مجال لإحيائها. والدليل هو أنّ أركانها قدّموا أسوأ نموذج في خوضهم الانتخابات. فقد توزَّعوا على لوائح متنافسة، وأوقعوا أنفسهم في هزيمة جماعية أمام قوى السلطة، علماً أنّ هذه «الثورة» كانت قد سقطت بالخداع وبالقمع في العام 2019، قبل أن يتخلّى عنها داعموها وأصحابها.
وسقوط «الثورات» لا يكون........
© الجمهورية


