menu_open Columnists
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close

معاناة دولة

6 0
29.08.2025

انظروا في موقع الدولة في الإقليم، وفي الجوار الذي يحيط بها. انظروا في تكويناتها وفي تكوينات شعبها، بل في متانة اقتصادها أو هشاشته. انظروا في الدول التي تطمع بها، بل انظروا في عدد الحروب التي خوضت بها. انظروا في تاريخها القديم والحديث، وفي درجة الإنتماء لها، بل في المستويات العلمية والأدبية التي كوّنتها. ثم آنئذ نذهب لتقييمها وتقييم معاناتها.

بلغ لبنان اليوم أعلى مستوى من المعاناة، بين جميع دول العالم. فهو محسد في موقعه، ولذلك بات مطمع الدول الكبرى والدول المجاورة، والدول التي لها فيه إمتدادات روحية ودينية. ولهذا سجل لبنان أعلى نسبة من الحروب نتيجة أطماع الأمبراطوريات بأرضه. فما نشأت أمبراطورية في التاريخ، إلّا وحاولت أن تصل بنارها إليه، تريد إحتلاله وضمّه إلى امبراطوريتها، دون أن تبالي بحجمه، ودون أن تبالي بهمّه، ودون أن تبالي بمكونات شعبه.

تحمّل هذا البلد الصغير، جميع أثقال الدول الكبرى. كان موطنا للجوء والهجرة إليه، من سائر الأقليات التي كانت تعاني الضغوط. ولهذا سرعان ما صار بلد الأقليات، مما شكّل له فسيفساء عجيبة من........

© اللواء