menu_open Columnists
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close

بني المعروف بين حكمة جنبلاط ومغامرات وهاب

9 7
19.07.2025

في بلدٍ اعتاد تقلّبات العواصف السياسية والأمنية وارتداداتها، تبدو بعض الزعامات وكأنها مرساة توازن في بحرها المضطرب بينما تتصرف أخرى كأنها ريح عاتية تدفع بالسفينة نحو الكارثة. وبين هذا وذاك تحتدم المقارنة داخل الطائفة الدرزية الكريمة بين نموذجين نقيضين الزعيم الوطني وليد جنبلاط الذي اختار درب الحكمة والتبصّر والصاخب وئام وهاب الذي لا يملّ من مغامرات تكاد تفجّر تماسك هذا المكوّن اللبناني الأصيل.

لم يكن وليد جنبلاط مجرد وريث سياسي لوالده الشهيد كمال جنبلاط بل صاغ شخصيته بهدوء المثقف ودهاء رجل الدولة. نشأ في بيت التاريخ وتشرّب من والده دروس الفكر والحرية وتغذّى وجدانه من إرث جده المفكر النهضوي الأمير شكيب أرسلان. هذا التشابك بين القيم الروحية والثقافية والسياسية جعلت من الأستاذ جنبلاط زعيماً من طراز نادر. من يتابع مسيرة جنبلاط يدرك أن مواقفه مهما بدت متناقضة ظاهرياً تنبع من قراءة مركبة للمشهد المحلي والإقليمي وتوازنات القوى ومتغيّرات الديمغرافيا. ولعلّ افتتاح مسجد «شكيب أرسلان» عند مدخل قصر المختارة عام 2016 ليس مجرد حدث بل تعبير رمزي عن اندماج الإسلام المنفتح بالإرث الوطني العابر للطوائف. وقد كان لي شرف الصلاة فيه مستشعراً روحاً تجسّد التعددية الحقيقية والانفتاح المشرقي في لحظة التلاقي بين العقلانية والإيمان.

على الضفة الأخرى يقف وئام وهاب ممثّلاً لنهج مختلف كلياً، فهو زعيم الصدامات والمواجهات الذي........

© اللواء