منذ أكثر من ثلاثة أرباع القرن، ونحن ننتقل من معركة إلى معركة، ومن حرب إلى حرب. كنا ندرك أن الدرب طويلة، وكنا ندرك أيضا أن الأطماع كثيرة. وكانت وجوه الصراع بين الأقطاب، تتكشف لنا يوما بعد يوم، سواء كانوا محليين أو إقليميين أو دوليين، غير أنه لم يخطر على بال أحد، أن ما حبلت به السنون أعواما وأعواما، سينجلي بهذه السرعة أمام العيون..

«الضربة اللازبة»، خلال ثوانٍ، هي أشبه بضربة هيروشيما ونكازاكي، أنهت حربا عمرها مئة عام، كانت تظهر حين، وتختفي حينا آخر. كانت تقوم على التضليل والتكتيك وتحديث الجيوش والأسلحة. وكنا ننتقل بها من حرب إلى حرب ومن يوم إلى يوم ومن موقعة إلى موقعة.

كنا نرى منذ ذلك الحين، أن هناك يدا واحدة خفيّة، هي التي تنسج الأعداء، وهي التي تنسج الأصدقاء. كنا حقا في هذه المعمعة المديدة الزمن، نعيش بإسترخاء أو بتوتر، بإنبساط أو بإنقباض، في «مجتمع الأعدقاء» هذا. وكنا........

© اللواء