menu_open Columnists
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close

غابات العليق في وعر الشاشات

7 0
29.03.2025

يتحوّل الإنسان العربي والعالمي إلى متفرّج عاجز قاعد في الشاشات وهو قد نراه يتسلّى بمتابعة صور ومشاهد ونصوصا ولاسكات أمام حتى شلاّلات الصور الدموية المتدفقة. لا مشاهد في الدنيا تحجب أو لا تحجب لأنّ متابعة العالم عبر الشاشات بالسبابات «الواتس أبية» صارت حاجة مقيمة مرضية تتقدّم على الأكل والشرب والنوم وقل الحاجات الست التي خلقت أساسا لتوازن البشري واستقراره، أعني الاطمئنان العاطفي والأمان الاجتماعي والشعور بالقوة والرضى عن الذات وصلابة الانتماء العام الانساني وتأمين التقدّم في فهم الآخرين في الحضارات.

تضعني هذه المشاهد الجاذبة للتفتيش عن سلطات هذه الشاشات في تاريخ العرب المسكونة بالتحريض والترويج للتجزئة والتخريب والتفريق، وتدفعنا لنتذكّر أوّلاً، تاريخ الصور والنقوش الأولى التي منها اشتقّت الكتابة الهيروغليفية في مصر القديمة والتي يتجاسر الإخوان على نسف رونقها وعظمتها بتحفيز من الغرب والغرباء حيث لا غرب ولا شرق ولا شمالا أو جنوب لأن العالم وجهة واحدة.

ونتذكّر ثانياً، صور الكتابات المسمارية في بلاد ما بين النهرين. وقد نتذكّر ثالثاً، العلّامة ابن منظور في مجلّداته «لسان العرب» التي جاءت بصيغة المفرد لا الجمع، بهدف الوحدة اللغوية والدينية والثقافية والحضارية للعرب.

وأتذكّر رابعاً ومن باريس مثلا كيف أزالت الكاثوليكية معالم الفاشية والنازية ثمّ تحوّلت الثورة النابليوني والصهيونية إلى........

© اللواء