menu_open Columnists
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close

متى يتوقف الاستثمار الأميركي في الضعف العربي؟

10 0
09.02.2025

لم يكد الرئيس الأميركي يجلس على كرسي الرئاسة في «البيت الأبيض»، حتى امتشق قلمه ووقّع ١٠٠ قرار تنفيذي منها مقاضاة المحكمة الجنائية الدولية مع إعلانه حزمة من المواقف لا يعقل لأي رئيس «عاقل» يتربع على عرش أقوى دولة في العالم، أن يطلقها وهو المفترض فيه أن يكون ضابطاً لتوازن العلاقات الدولية بحكم موقع أميركا المرجعي في تأثيراته في السياسة الدولية.

من المواقف التي أعلنها ترامب، دعوته لضم بنما وهي التي تدير القناة الفاصلة بين الأميركيتين، كما ضم كندا واعتبارها الولاية الـ٥١، وتغيير اسم خليج المكسيك الى الخليج الأميركي وإبداء رغبته بضم وإلّا شراء جزيرة غرينلاند التابعة للدانمارك، واقدامه على الدخول في اشتباك تجاري مع العديد من الدول عبر فرض رسوم على سلعها، من المكسيك الى الصين والاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول. وآخر ما تفتح عنه «العقل الترامبي» من مقاربات، دعوته لإخلاء غزة من سكانها الى دول الجوار العربي وخاصة مصر والأردن، وبعض الدول الأخرى كألبانيا وأندونيسيا لأن مساحة «إسرائيل» صغيرة وهي بحاجة لتوسعة، مشبّهاً حجمها في محيطها الجغرافي بحجم قلم على مسطح طاولة مكتبه.

هذا الموقف الذي أعلنه ترامب عشية استقباله لنتنياهو، سبقه تنفيذ القرار القديم - الجديد، بنقل السفارة الأميركية الى القدس، وإعلانه ضم الجولان الى الأرض المحتلة في فلسطين، كما التلميح الذي يسبق التصريح بإعادة فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية. وبهذا الموقف الذي أعلنه وحدّد فيه رؤيته لما يعتبره حلّاً للصراع الدائر حول فلسطين منذ إقامة الكيان الغاصب على أرضها ولاقى اغتباطاً من غلاة الصهاينة المتدينين، أعاد بالذاكرة وعد بلفور لأكثر من مئة سنة خلت، كما أعاد إنتاج الموقف الأميركي الأصلي بعد امساك المتصهينيين في الإدارة الأميركية بناصية قرار الحكم وهم يقدمون أنفسهم تحت مسمّى المحافظين الجدد، والقاضي بمغادرة أميركا لموقفها باعتبار «إسرائيل» دولة وظيفة أنشئت لخدمة وحماية مصالح القوى الاستعمارية في المنطقة العربية، والاقتراب أكثر من تبنّي مفهوم الدولة التوراتية التلمودية التي ترتسم حدودها بحدود الشعار المرفوع «حدودك يا إسرائيل من الفرات من النيل».

إن أميركا هذه، التي يستنبط عقل رئيسها السياسي عن حل مشكلة غزة عبر ترحيل أهلها الى خارجها، هي........

© اللواء