لبنان وسوريا: فرص جديدة لعلاقات متجدّدة
تاريخ العلاقات بين سوريا ولبنان معقّد ومليء بالتوترات السياسية والاجتماعية التي تراكمت على مرِّ العقود. منذ استقلالهما في منتصف القرن العشرين، شهدت العلاقة بين البلدين تداخلاً كبيراً في المجالات السياسية والاقتصادية وحتى الثقافية، لكنها غالباً ما كانت تتسم بالتوتر والتنافسية. ومع سقوط نظام بشار الأسد، تبرز فرصة جديدة لبناء علاقة حقيقية ومستدامة بين دولتين متجاورتين، بعيداً عن الكيدية والعداء الذي ساد طوال عقود.
شهدت العلاقات السورية - اللبنانية حالة من التداخل والاعتماد المتبادل منذ استقلال البلدين. كان لبنان بمثابة منفذ اقتصادي وسياسي لسوريا، بينما اعتمدت بيروت على دمشق في مجالات كثيرة مثل التجارة والتنقل البري. ومع ذلك، فإن هذه العلاقة لم تكن متكافئة في معظم الأحيان، حيث طغت الهيمنة السورية على القرارات السياسية اللبنانية، خاصة خلال فترة الوصاية السورية التي امتدت من عام 1976 حتى انسحاب الجيش السوري في عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
خلال حكم الأسد، سواء في عهد حافظ الأسد أو ابنه بشار، كانت العلاقة بين البلدين قائمة على مفهوم الهيمنة السورية تحت مظلة «الأخ الأكبر». اتُخذ لبنان ساحة لنفوذ سياسي وأمني سوري، وهو ما خلق مشاعر سلبية لدى العديد من اللبنانيين الذين اعتبروا أن دولتهم فقدت استقلالها الفعلي. هذه الهيمنة لم تقتصر على السياسة فحسب، بل شملت الاقتصاد........
© اللواء
