الناسُ (الشيعةُ) بالناس والقِطّةُ (اللبنانيةُ) بالنّفاس
أهل الجنوب على الأرض. أهل البقاع. أهل الضاحية. الشيعة في لبنان يحملون التراب الطاهر ويتقدّمون به في وجه المحتل. وأصوات الذلّة والمهانة والاستعباد تحاول أن تفسّر: حزب الله حرّض. الرئيس برّي خطط. الشيعة سيرسمون عقدة نفسية في عيون أخصامهم وأعدائهم والقلوب. حبّ الأرض والتعلّق الاستشهادي بها. سينتهي النهار بالنصر والإقامة على البيوت المدمّرة. وربما لن ينتهي النهار. مواكب الجنوب كانت تشيّع نتنياهو وخططه، لكن للأسف كانت أمام تشييع ما تبقّى من الدولة «الجديدة» قبل أن تبدأ.
وفي الداخل اللبناني كلام آخَر في تشكيل الحكومة. بهذا الكلام يريدُ الذين يرسمون التشكيلات، بعيداً من الشخص المَعني الرئيس المكلّف نواف سلام، أي في المواقع الإلكترونية والإعلام، أن يأخذوا اعترافاً واضحاً وصريحاً من الرئيس نبيه برّي وحزب الله بأن نوابهم المنتخَبين ليسوا جديرين بالوزارة، لا بل إن الشخصيات التي قد يرشّحونها إلى الوزارة غير مأمون عملُهم وغير مقبول. هذا هو بالضبط ما يجري اليوم. والمعنيّون بهذه الفذلكة يتحركون يساراً ويمينا ويدوّرون الكلام والجُمَل للوصول إلى هذه الغاية.
ضعوا هذا الموضوع جانباً وتعالوا نسأل: هل يقبل الأستاذ وليد جنبلاط أن يقال له أن الوزارة الفلانية ستُعطى لطائفتك لكن لا تستطيع أن تختار لها نائباً من كتلة «اللقاء الديمقراطي» لأنهم «فاشلون» (والعفو على هذه الكلمة!) بل لا تستطيع أن تختار أنت للوزارة مَن يتولّاها، وإنما نحن نسمّي وأنت توافق سواء كنت راضياً عنه أو متحسّساً منه؟ وهل يقبل جنبلاط هذا التحدّي له؟
واسألوا الدكتور سمير جعجع الذي يقول إن العقدة هي في الممانعة، إن كان سيوافق على وزير يمثل الموارنة، تحديداً «القوات اللبنانية» من دون استشارته، ومن الشخصيات التي لا ترتبط به بشكل أو........
© اللواء
