قراءةٌ أوليَّةٌ حول مَقاربةِ الرئيس الأميركي لإنهاء النِّزاعاتِ المُسلَّحة
وعود الرئيس الأميركي ترامب بإنهاء النِّزاعاتِ في العالمِ بدأت قبل استلامِه مَقاليدِ السُّلطَة، وبالتَّحديد منذ بدأ بإطلاقِ العديد من الوعود الانتخابيَّة، كان أهمها «القضاءُ على الصراعاتِ المُسلَّحةِ في العالم»، أمّا مُرتكزاتُها فتُستخلصُ من التَّطلُّعاتِ الإستراتيجيَّةٍ للإدارَةِ الأميركيَّةِ الجديدة. إلَّا أنه لا بدَّ من العودةِ إلى المزايا الشَّخصيَّةِ التي يتحلى بها الرئيس الأميركي الحالي، والتي لها تأثيرها الجوهري على المَواقِفِ التي يتَّخِذُها والتَّوجُّهاتِ التي يتبنَّاها، وهو بالطَّبع شخصيَّةٌ براغماتيَّةٌ تَميلُ إلى المُواجَهَةِ المُباشِرَة؛ شخصيَّةٌ مبنيَّةٌ على مزيجٍ من الجُرأةِ والثِّقةِ العاليَةِ بالنَّفس والميل إلى التَّفرُّد باتِّخاذِ القرارات، والرَّغبَةِ في التَّطرُّقِ المُباشِرِ للمَسائلِ المَطروحَة، وحب الظُّهور على نحو مثيرٍ للجدل.
ومأخوذٌ بعظمَةِ أميركا وهيمنتها الجيوسياسيَّةِ وتفوُّقِها العَسكري يُركِّزُ الرئيس ترامب في توجُّهاتِه الخارجيَّةِ على ضمانِ الأحاديَّة القُطبيَّةِ التي تجعلُ من أميركا سيدَةَ العالم دون منازع، مُستغلًّا تفوقَها في الصِّناعات العسكريَّة والصِّناعاتِ المدنيَّةِ العاليَة التَّقانة وهيمنتها السَّاحقةِ عسكريًّا، لإحباط كل المُحاولات الراميةِ إلى إيجاد منافسين استراتيجيين لها على السَّاحةِ الدَّوليَّة؛ ومن هذا المنظار ينظرُ بعين الحَذرِ إلى كلٍّ من الصِّين وروسيا كمَصدرين أساسيين لتَهديد النُّفوذِ الأميركي، ولا ينكرُ سعيَهُ لكَبحِ جُموحِهِما الطَّامِحِ لتثبيتِ التَّعدُّديَّةِ القطبيَّةِ مستفيدتان من مَكانتيهما كدولتين عُظميين، مركِّزاً على الجانبين الاقتصادي والعَسكري. وتراه لا يُفوِّتُ فرصةً إلَّا ويؤكِّد على ضَمانِ تفوُّقِه العسكري على روسيا ومنعها من استعادة أمجاد الاتِّحاد السوفييتي، وإصرارِه على التَّصدي للتَّوسُّع الاقتِصادي الصِّيني باتِّباعِ سياسةٍ مُتشدِّدةٍ حيالَها من خِلالِ تَضييقِ الخِناق على كبرياتِ الشَّركاتِ الصينيَّة.
تركيز ترامب الخارجي لا يقتصرُ على الدُّول التي تنافسُه على النُّفوذ الدَّولي إنما تراه لا يَغفُلُ عن الأمور الإقليميَّة، من ذلك: موقفِه الحازِمُ تجاهَ........
© اللواء
