السّيادة، في الجنوب، فعل يُعاش وليست شعارات تلوكها الألسن..
ستّون يوماً من الحزن المكبوت ومن العضّ على جراح الإمعان في انتهاك سيادة لبنان عبر تهديم البيوت وتخريب الأرزاق وتدمير البنى التّحتيّة في القرى الجنوبيّة على مرأى ومسمع لجنة المراقبة المؤتمنة على تطبيق اتّفاق وقف إطلاق النّار.
ستّون يوماً من الصّبر على ظلم ذوي القربى، ظلم بعض «الشّركاء» في وطن لم يعترف يوماً بشراكة الجنوب وأهلة إلّا في سرّاء الانتصارات الّتي سطّرتها المقاومة على مدى عقود ضدّ عدوّ لبنان الوحيد، أمّا ضرّاء الاحتلال والاعتداءات فكانت لنا وحدنا، ولم نبخل يوماً على الوطن بأغلى ما نملك وأعزّ ما نحبّ.
ستّون يوماً من كظم غيض الرّقص على دمائنا والعبث بأشلاء شهدائنا، من قوى سياسيّة تقول ما لا تفعل وتفعل ما لا تقول، قوى لم تخجل بإعلان هزيمتنا أمام العدو، كما يدّعون، وسارعت لاستثمار «انتصارهم المزعوم» علينا بمحاولة إقصائنا وعزلنا سياسيًّا وثقافيًّا وتصويرنا بصورة النّاشز عن العزف على لحن الدّولة، وكأنّنا عصبة مارقة تهوى الحروب والفوضى والخروج على النّظام والقانون.
ستّون يوماً وقادتنا يلتزمون الصّمت على الأذى حرصاً على ما تبقّى........
© اللواء
