menu_open Columnists
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close

الإصلاحُ يبدأ بتحريرِ تشكيل الحُكومَة من الاعتِباراتِ الفئويَّة والشَّخصيَّة

7 1
25.01.2025

إن الحِفاظ على المنحى التَّغييري الذي ظهرت بوادرُه في استحقاقي انتِخابِ فخامةِ الرئيس جوزاف عون وتكليف دولة الرئيس نواف سلام لتشكيل حكومَةِ العهد الأولى قد حظيَ بمباركةٍ دولية وشعبيَّةٍ عارمين، وساهم في إشاعةِ جوٍّ من التَّفاؤل بانطلاقِ المَسارِ التَّغييري، إلَّا أن تعمُّدَ بعضِ المُكوناتِ السِّياسيَّةِ التَّقليديَّةِ إفسادِ حالة الإرتياحِ التي سادت بعد هذين الإستحقاقين، بتبنّي مواقف استفزازية حادَّة، ومن ثم الإصرار على المُضي قدُماً بنمطِ المُحاصَصةِ في تَشكيلِ الحُكومة والتَّهويل بربطِ مُشاركتهمِ بالحُكومة ومنحِها الثِّقة بالتزامِ الرئيس المكلف بتَسميَةِ وزراء يُذكونهم حصراً لتولي وزاراتِ بعينها، قد عكَّرَ الجوَّ التَّفاؤلي السائدِ وأعاق مساعي التَّشكيل، وكاد أن يُولَّدُ شعوراً بالإحباط لدى القوى التَّغييريَّةِ من مغبَّةِ استجابةِ الرئيس المكلَّف ومعه فخامةُ الرئيس لإملاءاتِ بعضِ الكتل النِّيابيَّة على غرار ما كان يحصلُ سابقاً في تشكيلِ الحُكوماتِ وتسميَةِ الوزراء.

لم يكتفِ بعض الكُتلِ بطرحِ أسماء لتولي وزاراتٍ مُعيَّنة، بل سعوا إلى تسويق منهج المُحاصَصةِ الذي كان سائداً، من خلال نشرِ مسودَّاتٍ لتشكيلاتٍ حُكوميَّة افتراضيَّة، بغرضِ جسِّ النَّبضِ الشَّعبي للوقوفِ على مدى تقبُّل المُقارباتِ التي كانت سائدةً وتبييضِ صفحاتِ بعضِ الأسماء ممن مثَّلوا أحزاباً في حُكوماتٍ سابقة، وسعوا إلى احتكارِ تمثيل مَذاهبِهِم بالتَّهويلِ بإفتقاد الحكومةِ للميثاقيَّةِ في حال عدمِ مُشاركتِهِم فيها أو امتناعهم عن منحها الثِّقة إن لم تُلبَّ مَطالبَهُم، مُتنَاسين تحكُّمِهم بالسُّلطةِ لعقودٍ من الزَّمن وتهميشهم للعديد من المُكوناتِ الوَطنيَّة والإتيان بأشخاصِ ليس لهم أي وزن في طوائفهم أو حيثيَّةٍ على المُستوى الوطني، علماً أن افتقادَ الحَكومَةِ للميثاقيَّةِ قد يكون بافتقادِها لتَمثيلٍ وازنٍ لطائفَةٍ وليس لحزبٍ سياسي.

موجة الإحباط المشار إليها كادت أن تعمَّ جميع اللبنانيين لولا الكلمة التي ألقاها دولة الرئيس المُكلَّف من باحة قصر بعبدا والتي وضع فيها النُّقاط على الحروف، بمجرَّد أن أكدَ على أن وجهةَ بوصلةِ تشكيلِ الحُكومة هي الدُّستور، والذي أناطَ صلاحيَةَ تشكيل الحكومةِ بالرئيس المُكلَّف بالتَّعاون مع فخامة الرئيس، رافضاً أن يكون دورهُ أشبه بدور عاملٍ في صندوق بريد يقتصرُ على إدراج الأسماء المُقترحةِ لتولي مناصبَ وزاريَّة في قائمَةٍ يُعرُضُها على........

© اللواء