المحاصصة بإرادتكم أم «غصباً عنكم»!
عجيبٌ أمر القوى السياسية في البلد حين تستخدم كلمَتيّ «المحاصصة السياسية» في معرض رفضها وإلقاء الحُرم عليها، وهي تدري أن من دونها لا يمكن رئيسَ وزراءٍ مكلّف تشكيل الحكومة كنوّاف سلام أن يُنهي مهمته بنجاح. وأكثر من يعرف هذه الحقيقة هو نواف سلام الدكتور الأكاديمي الذي يعي الواقع السياسي المحلّي بكل تناقضاته وشعاراته التي يرفعها البعض تحديداً تجاه غيرهم، في الوقت الذي يتمنونها ويسعون إليها لأنفسهم ولأحزابهم.
فالمحاصصة بين زعماء القوى السياسية لاختيار وزراء يسمّونهم سواء من النواب أو من خارجهم هو الطريق الوحيد الذي يستطيع به سلام تأليف حكومته، وإلّا من أين سيأتي بأعضائها من كل طائفة، ومن غير المتداولة أسماؤهم عادةً عند تشكيل كل حكومة جديدة. هل سلام عالِمٌ بكل كفاءات البلد الجديّة، وفي كل طائفة؟ طبعاً لا. هذا أولاً، فضلاً عن أن الرئيس المكلّف يريد ببساطة وواقعية أيضاً رضا الزعماء والكتل النيابية لتحصيل الثقة بالحكومة، لذلك من «الضروري» أن يطلب أسماء منهم، أو يمرر الأسماء التي قد يكون اختارها هو بمعزل عنهم إليهم لنيل ثقتهم. إن شرط إعطاء الثقة من الكتل في مجلس النواب هو أن يكون هؤلاء الزعماء راضين عن الأسماء الواردة عن كل طائفة. وإلّا لا حكومة ولا ثقة. هذا هو البلد. هذه هي التركيبة. تركيبة محاصصة. تركيبة أعطني كي أعطيك. ونواف سلام يدرك أن «الشعوب» اللبنانية هي بيئة حاضنة لهذا النوع من........
© اللواء
