menu_open Columnists
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close

التَّغيير المنشود يتطلّب اعتماد معايير متجرِّدة في اختيار الوزراء

5 1
22.01.2025

من حق القوى التَّغييريَّة أن تُعبِّرَ عن سرورها تجاه ما انتهى إليه الإستحقاقان الدُّستوريان أي الانتخاباتُ الرئاسيَّةُ وتسميَةُ رئيسٍ مُكلَّفٍ لتَشكيلِ الحُكومة، وإن كان دورُها جاء مَحدوداً إلَّا أنها أحسنت استِغلالَ الظُّروفِ المُستجدَّة على أثر التَّحوّلاتِ الجيوسياسيَّةِ التي شهدتها منطقةُ الشرق الأوسط بنتيجة الحرب التي شنَّها العدو الإسرائيلي على مِحور المُمانعة/ المقاومة، وإسقاط نظام البعث في سوريا، والمواكبةِ الدَّوليَّةِ والعربيَّةِ الضَّاغطة، فجاءت مُساهمتُها مفصليَّةٌ في وصول شَخصيَّتين وطنيتين مشهودٌ لهما بالكفاءة والمَناقبيَّة، ومن خارجِ بوتقَةِ الطَّبقةِ السياسية التي أوصلت الدَّولةَ إلى وضعٍ مأزومٍ.

وعلى الرَّغم من أن هذان التَّحوّلان الجذريَّان الهامان قد ولَّدا بصيص أمل لدى المواطنين الصَّالِحين بتوفُّرِ فرصةٍ حقيقيَّةٍ لبناء دولة القانون والمؤسَّسات، إلَّا أن الحُكومَةَ المُزمع تشكيلها محكومةٌ بقيودِ زمنيَّةٍ وأخرى ماليَّة، قد تحول دون تحقيق الآمال المرجوة منها، ولن يكون بمُستطاعها تبنّي حُلولٍ سحريَّةٍ للأزماتِ الحالَّة بنا، وإن كانت ستُعيرُ أهميَّةً خاصَّةً للأزمةِ المَعيشيَّة، ولإعادَةِ ترميم ما دمَّره انفجارُ المرفأ والحرب مع إسرائيل؛ ولكن في المُقابل ينبغي أن تُعيرَ أهميَّةً قصوى لتَحقيقِ العدالَةِ تِجاه المُرتكبين والمُقصّرين الذين تسبَّبوا بالانهيار المالي وتبذيرِ المال العام الخ... وعليه نناشدُ فخامةَ الرئيس ودولة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة بضرورةِ اعتمادِ مَعايير مُتجرِّدة في تسميةِ الوزراء، تقومُ على الكفاءَةِ والإختِصاص وبما يراعي أولويَّاتِ التَّحدياتِ الراهنَةِ وما قد تَحمِلُه المُستجداتُ المُرتقبَة.

لا شكَّ في أن التَّحدياتِ التي ستواجه الحكومة العتيدة مُتنوِّعةٌ وتنطوي على مَخاطِر مَصيريَّة أمنيَّة واقتصاديَّة وماليَّة، توجبُ تبنّي رؤيةٍ وطنيَّة واضحة وشاملةٍ تتمحورُ حول التَّحديات الرئيسيَّة التي تواجهُها الدَّولةُ لإرساء الإستِقرارِ السياسي والأمني، والتَّمهيدِ لتَحقيقِ التَّنميَةِ المُستدامَة، على أن تُراعى الأمورُ التَّالية عند تسميَةِ الوزراء.

أولاً: تعزيزُ الوحدة والتَّضامن الدَّاخلي، باختيار وزراء منسجمين في ما بينهم وقادرين على ضمان الاستقرار السياسي من خلال مُعالجة حالة الانقسام السياسي والتَّخفيف من وطأته على الأداء السياسي والحد من التَّوترات بين مُختلف المُكونات الشَّعبيَّة، وتجنُّب الخِطابات والمَواقفِ الانفعاليَّةِ الحادَّة، وتفادي المُقاربات العُنفيَّةِ........

© اللواء