menu_open Columnists
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close

حكاية عماد: من الفقد إلى القيادة ومن الألم إلى السّيادة

9 1
16.01.2025

قيلَ عن قلبِ الأمِّ:

«هو أعماقُ الكَوْنِ حيثُ يَجِدُ الطّفلُ سلامَهُ»،

وعن الأب:

«في وجهِ أبي رأيتُ معنى الحياة وفي يَدَيْهِ شعرتُ بقوّةِ العالم»،

عن أيّ سلامٍ نُكَلّمُ العِماد وفي أي وجهٍ قد يرى معنى الحياة وقد قَضَّ الموتُ مضْجَعَهُ في أحلكِ اللحظات حاجةً إلى ذلك السّلام وذاك المُحَيَّا... فكما رَحَلَ أبو جوزاف قبل فرحةِ العِماد بالقيادة، رَحَلَت أم جوزاف قبل فرحةِ العِمادِ بالسّيادة...

أم جوزاف، المرأةُ التي رأينا دموعَها يومَ ذهبَ العِمادُ إلى كَنَفِها الآمِن ليُقبّلَ جَبْهَتَهَا التي حَمَلَت همومَهُ،

المرأةُ التي انحَنَتْ أمامها نجومُ العِماد المُكلّلةُ، لا ضُعفاً، بل عُرفاناً بِجَميلها الذي لا يُرَدّ، وشكراً على صلواتها التي لم تَنْضَبْ يوماً،

أم جوزاف، لم نَرَها بعد ذلك اليوم، لا في مواكِبَ صاخِبَةٍ أو قصورٍ مزركشةٍ، بل اختارت بيْتها المتواضع الدافئ وأريكَتَها البسيطة وَجَلَست قُبالة نجومِ العِماد تُضيءُ له شمعةً في طلْبة كل صباحٍ ومساءٍ، لم نَرَها طيلةَ السّنواتِ السّبع تتفاخَرُ بملابسَ يَطْليها الألماس أو مجوهراتٍ مرصّعةٍ بالذّهب بل كان التواضعُ زينَتَها والعِزّةُ منزِلَها والصّلاةُ حاجَتَها.

رَحَلَت أم جوزاف قبل أن تنال من العِمَادِ تلك القبلة التي كانت تنتَظرُها كلَّ يومٍ بصمتٍ، رَحَلَت وهي تحمل في قلبِها صلواتٍ لم تتوقّف يوماً وأملاً بأن يحقّق العِماد الأحلامَ التي نَسَجَتْها........

© اللواء