إذا أُصيب المُشرّعون بأخلاقِهم فلا تُرجي الخيرَ في تَشريعاتِهم
ليس هناك أبشع من أن يُقاطعَ نائبٌ لزميلة له من دون أي موجب، بينما هي تُبدي مُداخلةً تُعبِّرُ فيها بشكل موزون عن رغبتها في التَّصويتِ لمُرشَّحٍ رئاسي ترى فيه خلاصاً للوطن من مأزقه خلافاً لنصِّ دستوريٍّ، متعمِّداً توجيه المَهانة لها على مَرأى ومسمعٍ من العالم أجمَع، حيث كانت مُجرياتُ الجَلسةِ تُتابَعُ عبر فضائيَّاتٍ محليَّةٍ ودوليَّة، فجاءت مُقاطعتُه لها خارجَ الأصول المعتمدة ووضيعةً تافهةً وغير مُبرَّرة مَشحونةً بالكراهيَةِ والسَّفالَة والنَّذالة... ردَّت النائب على ذاك المُتنمّر بكلامٍ يتناسبُ مع ما تعرَّضت له من وقاحةٍ وقلَّةِ أدب، وإن أكَّدت عن تَرفُّعِها عن بذاءةِ التَّعابيرِ التي استعملَها بإشارتِها إلى أنها ترفض أن توجَّه ذاتُ التَّعابير لوالدته أو لشَقيقتِه، إلَّا أنه لم يَعتبِر، وتابع بَرمي ألفاظه الجارِحةِ والتي تنمُّ عما ينضحُ به مَخزونه الأخلاقي والثقافي.
وبغضِّ النَّظرِ عن مدى وجاهَةِ مضمونِ المُداخلةِ التي أبدتها النائب يعقوبيان وغيرها ممن تناولوا دُستوريَّةَ العَمليَّةِ الانتخابيَّة، والأسباب الوجيهةِ التي أملت تَجاوزَ التَّحفُّظاتِ الدُّستوريَّة والسَّير قدُماً بانتخابِ رئيسٍ قادرٍ على انتشال الوطن من المأزق الذي يتخبَّطُ فيه، وخاصَّةً أن انتخاب رئيس للجمهوريَّةِ أصبح حاجةً مُلحَّةً لإنعاش الدَّولة المُتهالكةِ والنُّهوض مُجدَّداً بالوطن.
أن يُقاطِعَ أحدُ النُّواب زميلًا له لأسباب وجيهةٍ أو دفاعاً عن موقِفٍ مقتنع به أمرٌ جائزٌ وإن جاء........
© اللواء
