إيران أَوْلى بالتكفّل بمصاريف إعادة البناء والتَّعويض على ضَحايا الحرب
يخطئ المسؤولون اللبنانيون في الظُّهور مظهر الرافض للمساعدات الإيرانيَّة، لا بل مخطئ كل ناصحٍ بذلك، وليس من عين العقل إقصاء إيران عن قائمة الجهات الراغبةِ في التعويض عما لحق بلبنان من خسائر في الأرواح والمُمتلكات والبنى التَّحتيَّة، ومخطئ من يتحجَّج بوجود عقوبات على النظام الإيراني لرفض أيَّة مُساعدات إيرانيَّة غير مشروطة، لا بل من واجب الدولة اللبنانيَّة حثّ المُجتمعِ الدولي على اتِّخاذ قرار باستثناء لبنان من العقوبات الماليَّةِ والاقتصاديَّة المَفروضَةِ على إيران، وتذليل كل العقباتِ التي تحولُ دون حدوث ذلك، لارتفاعِ كلفةِ عمليَّةِ إعادَةِ إعمار وبناء ما تهدّم وإصلاح كل ما تم تخريبُهُ، وقبل كل ذلك التعويض على عائلات الشُّهداء، والتَّكفُّل بِعلاجِ جميع مُصابي الحربِ وفي طليعتهم المقاتلين وتَخصيصِهم برواتِبَ شَهريَّةٍ لكي يتمكنوا من العيش بكرامة بعد كل التَّضحيات التي قدَّموها. وحثُّ إيرانَ على احتِسابِ الشُّهداء الذين سقطوا على الجَبهات كشهداء واجِب جِهادي، ومعاملتهم تماماً كما تُعامِلُ شهداء جيشها وحرسها الثوري، وإيران بقُدراتِها الماليَّةِ وثرواتِها الطَّبيعيَّة قادرةٌ على الإيفاءِ بكُل ذلك.
رئيس مجلس الوزراء بعد ارتفاع حدَّةِ الأصوات التي تتَّهمه بإعاقَةِ قُبولِ المُساعداتِ الايرانيَّة أصبحَ مُطالباً بأن يُعلن صراحةً ترحيبَه بأيَّةِ مبادراتٍ إيرانيَّةٍ لمُساعدةِ لبنان ماليًّا وعينيًّا في إطار التَّخفيفِ من أوزار الحرب، وعلى المراجع الرَّسميَّة اللبنانيَّة أن تتعامل بانفتاح مع هذا التَّوجُّه وإبداء استِعدادِها وجهوزيَّتِها لتعامُلها مع أيِّ دعم إيراني غير مشروط، ويصبُّ في إطار التَّعويضِ عن الخسائر الماديَّة والمعنويَّة التي لحِقت بلبنان واللبنانيين جراء هذه الحرب التي أُقحِمَ لبنان بها بإيعازٍ إيراني، ومن دون إعارَةِ أيِّ اعتِبار لسيادةِ الدَّولة اللبنانيَّة وخياراتِها الذاتيَّة، على أن يُخصَّصَ قسمٌ منها للتَّعويضِ على عائلات الشُّهداءِ الذين قَضوا نحبهم في مواجَهةِ العدو الإسرائيلي، والمُصابين الذين لحقت بهم إعاقاتٍ أو تشوّهاتٍ مُستدامةٍ تحول دون تمكُّنِهِم من العُملِ مُستقبلا، أو تسبَّبت لهم بمُعاناة نفسيَّةٍ وجسديَّة.
هذه الخُطوةُ مَطلوبةٌ اليوم قبل الغد، وربما قبل فوات الأوان وبالتَّحديد قبل توسُّعِ المُواجهةِ ما بين العدو الإسرائيلي ومِحور المقاومة/ الممانعة وامتدادها وفق المؤشرات الى داخِلِ الأراضي الإيرانيَّة، وقبل انشغال إيران بإصلاح ما قد يلحقُ بها من دَمارٍ وخسائرَ بشريَّةٍ........
© اللواء
