من مطعم حسن عباس وشوارع أمستردام.. من يُمثّل العرب والمسلمين؟
تنتشر جاليات عربية ومسلمة في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية والجنوبية وأستراليا. هذه الجاليات هاجرت منذ قرن ونيف وعلى دفعات إما هرباً من إضطهاد سياسي أو ديني أو ضيق حال اقتصادي أو اجتماعي.. وقلة هم من طلبوا العلم وتقدموا في تعليمهم واستقروا في البلاد التي قدّمت لهم التعليم الجيد.
هناك روابط عربية وأخرى إسلامية لهذه الجاليات وهناك روابط محدودة لبلد معين مثل المصريين والسودانيين واليمنيين واللبنانيين وغيرهم. إلا أن هذه الروابط لم تتطور وتتحول إلى قوة سياسية مؤثرة مع أنها كانت تطلق مواقف سياسية تدعم القضايا العربية. في المقابل، نجد أن الجاليات اليهودية متماسكة ومتعاضدة ومتكاتفة وتمارس نفوذاً في السياسة والإعلام وعالم المال والأعمال وتمتلك مراكز دراسات وتهيمن على مراكز عديدة في مجالات الإعلام والأبحاث والتكنولوجيا. كانت منظمة «أيباك» (AIPAC) وهي مختصر (American Israeli Public Affairs Committee) ممراً لكل من يريد الوصول إلى مناصب سياسية في الإدارة أو الكونغرس أو إدارة الولايات سواء أكان يهودياً أم لا. ومثل «أيباك» هناك منظمات أصغر في بلدان أوروبية. تُمسك «أيباك» بقرار الجالية اليهودية.. وفي الانتخابات تُصوّت غالبية اليهود وفقاً لما تشير هذه المنظمة ومن تتحالف معهم ولو أنها لا تُخرّج قرارها بشكل جامد. أما العرب فهم متفرقون ومثلهم المسلمون أيضاً وليس لهم قرار موحد ولا نجحوا في أن يُشكلوا قوة ضغط في السياسة الأميركية برغم وصول عدد منهم إلى مجلسي الشيوخ والنواب ومواقع في الإدارة الأميركية. أذكر منذ أكثر من عشرين عاماً جلستُ طويلاً مع باحث أميركي متفهم يجيد استخدام حاسة السمع. اقتنع معي أن العرب على حق في قضيتهم وأن الفلسطينيين مظلومون وأن المواقف الغربية تجاههم غير عادلة. لكن لم أنسَ ما قاله لي في نهاية حديثنا. قال إن اليهود منظمون ويجيدون تسويق قضاياهم ولديهم قوة انتخابية يُحسب لها كل حساب، وعددهم يناهز الثمانية ملايين. عندما ينظم العرب أنفسهم في جماعة........
© اللواء
visit website