
مواجهة تحديات العصر أم الإمعان في سياسة دفن الرؤوس في الرمال؟
درجنا في عصر التحرر من الاستعمار بحسب المفردات المستخدمة من قبل المستعمرين لوصف اعمال ونشاطات القوى السياسية (المنظمات والأحزاب والجماعات) أو حتى الأنظمة المعادية للاستعمار على أنها مخربة وإرهابية ومارقة نظراً لما تلجأ إليه تلك القوى من تدمير لحال الاستقرار والسلم والمسار الطبيعي لحياة المجتمعات والبلدان. ودار جدل واسع ولم ينته حول التعريف بما هو إرهاب. ثم حدثت عملية 11 أيلول 2001 لتتجدد الحملة ضد هذا النوع من الأعمال وصُنف فاعلوها والمخططون لها من حركات وأحزاب ودول بالإرهابية والمارقة وأدرجت على لائحة الإرهاب وبرر على أساسها اتخاذ مختلف أنواع الردود الإنتقامية والعقابية وحتى الحروب من أجل اجتثاث هذه الحركات من جذورها (مثال أفغانستان على يد تحالف دولي - وفلسطين على يد العدو الصهيوني مدعوماً من جبهة دولية). وترسخت في الأدبيات السياسية مقولة أعمال إرهابية وأنظمة إرهابية وأحزاب إرهابية ودول مارقة وفاشلة إلخ يقابلها إجراءات ردعية وتأديبية وعقوبات وحروب لاجتثاث الإرهاب والحركات الإرهابية. ومن أبرز ما استحدثه الاستكبار العالمي هو الإكثار من استخدام سلاح العقوبات إلى جانب أسلحته التقليدية لمواجهة من يعصون توجيهاته. أما الضحايا لهذا المنهج المعتمد من قبل "حماة الديمقراطية" في العالم فهم دائماً الغلابة والشعوب المغلوبة على أمرها دون الأسياد القيمين على مصير هذه الدول الخاضعة. وأما هؤلاء الأعوان الداخليين للكبار الخارجيين فهم دائماً في مأمن........
© اللواء


