
متى رئيس «صُنع في لبنان»؟
ليس لأنني أمضيتُ بضع سنوات سفيراً لبلاد الخير والطمأنينة وإحترام الذات الإنسانية (المملكة العربية السعودية) لدى لبنان بلد الطبيعة الجميلة بحراً وجبلاً وسهلاً ونهراً، كما بلد الثقافة والتآخي بين طوائفه، أحزن لما آلت إليه الأحوال فيه نتيجة تقديم أسلوب التحدي ومفرداته على ماهو عكس ذلك، أي التخاطب الأخوي وعلى قاعدة الوطن للجميع وهو خط أحمر لا يجوز الإكثار من التنظير في شأن مؤسساته الدستورية...
.. وليس لأنني خلال تلك السنوات إعتمدتُ الحوار الأخوي المستند إلى ثوابت نهج أُولي الأمر في المملكة منذ والدهم الطيب الذكر، الملك عبدالعزيز وحِرْص كل منهم على إعتماد سياسة الأخ الحادب المتفهم في ساعات الشدة وغلبة العناد على الروية لدى البعض. وفي محطات حوارية كثيرة مع كل أطياف الميدان السياسي والحزبي الرحب، تفهمتُ وأفهمتُ وكانت الطمأنينة تتقدم على المحاذير.
ليس الحزن يغمر نفسي وأنا أستحضر من الذاكرة تلك السنوات متابعاً لما هي الحال في البلد العزيز علينا شعباً وقيادة، لما آلت إليه الأحوال فيه، وإنما لأن متعاطي الشأن السياسي والحزبي والحركي والتياري في لبنان، أمسوا دون قواعد العمل الموجب تأديته بحُسن النية للشعب وبالتالي للوطن. كما أمسوا يمارسون الواجب السياسي........
© اللواء


