
إستقالة زعيم التقدمي الإشتراكي: قراءة في حكمة كمال جنبلاط بين الحزب والضمير
الحدث السياسي الأبرز على مستوى انتخابات الرئاسة في لبنان لم يكن في تبادل الإتهامات والوقاحات - بكل أسف - بين الأطراف المتصارعة في الأيام الأخيرة على لوغاريتمات الترشّح والمرشّحين، وذلك على وقع عملية حسابية وميثاقية بالغة الطائفية والتعقيد، بل كان في إعلان زعيم الحزب التقدمي الإشتراكي «وليد جنبلاط» إستقالته من رئاسة الحزب ومجلس قيادته الحالي، ودعوته إلى مؤتمر انتخابي عام في الخامس والعشرين من حزيران المقبل على دعوات داخلية وخارجية لانتخابات رئاسية تسابق موعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان «رياض سلامة»، حيث تم ربط هذه الاستقالة مباشرةً بموقف زعيم المختارة من انتخاب رئيس الجمهورية إلى جانب رؤيته في هذه المرحلة لدور نجله ووريثه السياسي «تيمور جنبلاط» رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي التي تضم تسعة أعضاء في المجلس النيابي اللبناني.
هذه الإستقالة كانت مفاجأة لكثيرين وتم وضعها من قبل العديد من الكتّاب والمحلّلين في إطار التعرض لضغوطات سياسية كبيرة أملت على رئيس الحزب اتخاذ القرار الصعب بالهروب إلى الأمام والخروج من السباق الكارثي بين أحصنة الطائفيّة في حرب الوصول الرئاسي إلى قصر بعبدا. وفي المقابل برز تأكيد مسؤولي الحزب على وضع الاستقالة في سياقها التاريخي........
© اللواء


