هل يريد البنك المركزي أن يحقّق السارقون مع ضحاياهم؟
قمنا في المقال السابق بالتنبيه حول فرض أي ضريبة على الأرباح المُحققة في الخارج، لكنّ الغريب انّ البعض ربط هذه الضريبة بملاحقة الفاسدين ومَن حققوا ثروات غير مشروعة وحوّلوها الى الخارج.
مَن هو مقتنع بهذه النظرية يُناقض نفسه، فكيف نعطي مخرجاً للفاسدين بأن يَكتفوا بدفع ضريبة بدل ان تتم ملاحقتهم واستعادة الاموال التي نهبوها وأخرجوها من البلد، سيفرح الفاسد والسارق بدفع هذه الضريبة، فهذا يجعله متساوياً مع من جَمع أمواله بتعبه. نعاقب الفاسد بتكليفه بضريبة بَدل معاقبته بالقانون، ونقوم في الوقت نفسه بمعاقبة أنفسنا عبر تهريب كل المستثمرين والمغتربين من لبنان.
نحن بأمسّ الحاجة الى استقطاب كل رجل اعمال ومستثمر الى لبنان، لأنّ هؤلاء كما ذكرنا هم الفئة المحرّكة للاقتصاد والاستثمارات. فحذار ان نقوم بقطع هذه الصلة ونحكم على لبنان بالتعثر المالى الى ما لا نهاية، ونكرر انّ ملاحقة ناهبي الاموال تتم عبر........
© الجمهورية
visit website