بَرَكَة موسى بنت جبيل !
تكاد تضيقُ بنت جبيل التي تتلقّى هذه الأيام قنابل عدوّ التّين والزيتون بخَبرٍ صغير عن شخص من أبنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة ضاعَ في الضاحية منذ يومين. موسى بزّي لا تجِد في بنت جبيل ولا في القرى المجاورة من لا يعرفُه. في التعازي هو أول الواصلين وآخر المغادرين، في الأفراح هو المبشّر لا النذير، وفي أيام النصر كان يحمل غصن زيتون ويتمشى في الشوارع.
لا أذكُر أنا البعلبكي المتأهّل من بنت جبيل أني رأيتُه يوماً سعيداً، ولا رأيته حزينا، ولا رأيته ضاحكاً ولا رأيته باكياً. بلى رأيته يبكي مرة ولم أعرف لماذا، لكن قلبي كاد ان ينخلع لهُ. وقفتُ بجانبه فلم يعطني انتباهاً ولا نظَر نحوي. كان ربما برفقة أحد من أموات بنت جبيل الذين يزورهم كل يوم ولا يخشاهم. يتمشيان ويحكيان حكايا. لم ينخلع قلبي كما يومَ رأيت موسى بزي يبكي لأمرٍ مجهول،........
© الجمهورية
visit website