لماذا تخاف «حماس» من الهدنة؟
إذا لم تتوقف الحرب في غزة، فإنّ الشرق الأوسط كله سيبقى على برميل بارود، من جنوب لبنان إلى سوريا فالعراق واليمن. ولذلك، سيتعب عاموس هوكشتاين وسائر الوسطاء، ولكن عبثاً، لأنّ المأزق الحقيقي بين إسرائيل و»حماس» هو تصادم المشاريع. فكل من الطرفين يدرك أنّ الآخر يريد الهدنة ظرفياً لتدعيم موقعه العسكري والسياسي. ولذلك، لا أفق لتسويات في المدى القريب.
قبل نحو أسبوع، كان متوقعاً أن يتمّ الاتفاق على هدنة بين إسرائيل و»حماس». لكن هذا الاحتمال تبدّد سريعاً. واليوم، يبدو أنّ الطرفين عادا تقريباً إلى النقطة الصفر، لأنّ ثمة معطيات جديدة وطموحات وهواجس ظهرت في اللحظات الأخيرة، لدى الطرفين، وسيحاول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تجاوزها في جولته الجديدة.
وفي المعلومات المستقاة من مصادر مطلعة، أنّ هناك انطباعاً تولّد لدى الطرف الأميركي بأنّه على وشك الفشل في إبرام الاتفاق الذي يطمح إليه في غزة، والذي يبدأ بوقف للنار طويل الأمد، مرفق بترتيبات إنسانية واسعة تشمل تبادلاً للرهائن والأسرى والمحتجزين، ما يمهّد الأجواء لخلق تفاهمات سياسية، تبدأ في الملف الإسرائيلي- الفلسطيني وتُستكمل بعودة البحث في ملف التطبيع بين العرب وإسرائيل، انطلاقاً من النقطة التي وصل إليها هذا الملف، أي اتفاق التطبيع مع المملكة العربية السعودية.
المطلعون يقولون: هناك اختلافات عميقة بين الطرفين حول مفهوم الهدنة. فقد أدركت «حماس»........
© الجمهورية
visit website