بدا لافتاً حراك سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، فور عودته من إجازة في بلاده، في خضم التطورات المتسارعة في المنطقة، ووسط التخوف من تمدد الصراع . ويأتي هذا الحراك، في ظل سعي المجموعة الخماسية إلى إعادة تحريك ملف الرئاسة الأولى في لبنان، في إطار العمل لتحصين الجبهة الداخلية، وحماية لبنان من انعكاسات ما قد يجري في الإقليم . إذ من المرتقب أن تكون للسفير بخاري سلسلة لقاءات سياسية ودبلوماسية، على صلة بالاستحقاق الرئاسي، بعدما كان التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان والرئيس ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جوزف عون. وكان بحث في التطورات اللبنانية والإقليمية.

وأشارت المعلومات المتوافرة ل"موقع اللواء"، أن زيارة السفير بخاري لدار الفتوى، تأتي في سياق حرص المملكة العربية السعودية على العلاقة الوطيدة مع المرجعية الروحية للطائفة السنية، وهو ما عبر عنه سفير خادم الحرمين الشريفين، بالتأكيد، أن "المملكة العربية السعودية مع لبنان شعبا ومؤسسات ولن تألو جهدا في تقديم أي مسعى وجهد لحل ما يعانيه لبنان من أزمات متعددة". كما أن ما رشح من معلومات عن اللقاء، يشير إلى أن تحرك السفير بخاري، يأتي في إطار المساعي التي تقوم بها الرياض، بالتنسيق مع "الخماسية"، من أجل إزالة العقبات أمام الانتخابات الرئاسية، وبما يساعد على إنجاز هذا الاستحقاق في أقرب وقت، في إطار المواصفات التي حددتها المجموعة لرئيس الجمهورية العتيد، على ما أكد عليه أعضاؤها في أكثر من مناسبة، إضافة إلى ماسمعه المسؤولون اللبنانيون بهذا الخصوص، من المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي من المرتقب أن يعود إلى بيروت آخر الجاري .




وفي المقابل، وفي حين أكد المفتي دريان، على ان "دور المملكة أساسي في نهوض الدولة ومؤسساتها، ودار الفتوى حريصة باستمرار على التعاون مع الأشقاء العرب وبخاصة دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية الحاضنة للبنان وشعبه وللقضايا العربية والإسلامية"، آملا "أن تسفر جهود المملكة واللجنة الخماسية في إيجاد حل في أقرب فرصة ممكنة للمساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية لتكون هذه الخطوة الأولى نحو نهوض الدولة ومؤسساتها"، فإن المعلومات تشير، إلى أن مفتي الجمهورية، أكد دعمه للجهود التي تقوم بها السعودية لتقريب المسافات بين اللبنانيين، من أجل التوصل لانتخاب الرئيس في أسرع وقت . كما أكد مباركته لمساعي السفير بخاري الخيرة، في سياق الحراك الدبلوماسي العربي والدولي، لضمان تهيئة الظروف لإجراء الانتخابات الرئاسية في وقت قريب.


وفي حين يتوقع أن يلتقي السفير السعودي، السفيرة الأميركية الجديدة لدى لبنان ليزا جونسون في الساعات المقبلة، في إطار مساعيه التي لا تهدأ، لطي صفحة الشغور الرئاسي، فقد كان لافتاً ما تم الكشف عنه، بأن الولايات المتحدة الأميركية، فوضت المستشار الرئاسي آموس هوكشتاين، إلى جانب السفيرة جونسون، التنسيق مع "الخماسية" من أجل تسريع إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، بالتنسيق والتشاور مع الوساطة الفرنسية التي يتولاها المبعوث لودريان، مع فريق العمل الجديد الذي شكلته دوائر "الإليزيه"، توازياً مع الجهود الحثيثة التي يتولاها السفير بخاري، بحثاً عن مخارج للمأزق الرئاسي الذي كان محوراً أساسياً من محاور "العشاء" الذي أقامه الرئيس السابق ل"الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط في منزله ببيروت، أول أمس، تكريماً لرئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، وإن بقيت المواقف على حالها، كما علم من نتائج "لقاء كليمنصو" .



وفي حين، رأت مصادر معارضة، أن الأولوية الآن منصبة على تحييد لبنان من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد التهديدات المتواصلة من جانب قادة جيش الاحتلال، ما يعني أن الانتخابات الرئاسية باتت في حكم المؤجلة، رغم المساعي العربية والدولية الجارية، فإنها شددت على أن خروج من النفق إلا بالتوافق على رئيس "وسطي" قادر على جمع اللبنانيين، وفتح أبواب التواصل مع الدول الشقيقة والصديقة، في وقت بدأت السفيرة الأميركية جونسون زياراتها إلى المسؤولين، بحثاً عن مخارج للاستحقاق الرئاسي الذي لا زال يراوح، دون بروز مؤشرات جدية، بإمكانية طي صفحة الشغور في وقت قريب .


وسط هذه الأجواء، أبدت أوساط دبلوماسية، قلقها من مخاطر اتساع الصراع في الاقليم ، مشيرة إلى أن "محاولات منع تمدد الحرب باتت مهددة بشكل كبير، بعد التطورات العسكرية التي شهدها البحر الأحمر، إثر القرار الأميركي والغربي، بضرب جماعة الحوثي، ومن يقف خلفهم، لمنع تهديدهم للملاحة البحرية وعدم تعريضها للخطر، باعتبارها خطاً أحمر، بما لذلك من تداعيات سلبية على حركة الاقتصاد العالمي"، لافتة، إلى أن "الولايات المتحدة وبريطانيا، أرادتا توجيه رسالة شديدة اللهجة إلى إيران، لوقف دعمها لأذرعها العسكرية في المنطقة . وهذا الأمر مرشح للتصعيد أكثر من أي وقت، في ظل اتساع رقعة الغضب العالمي على النظام الإيراني وممارساته في المنطقة" . وقالت، إن "الملف الرئاسي في لبنان، ليس أولوية، في ظل الحرائق المتنقلة في المنطقة، والتي تهدد بما لا يحمد عقباه، إذا خرجت الأمور عن مسارها" .

QOSHE - مخاوف جدية من تمدد الصراع بعد القصف الأميركي ل"الحوثي" - عمر البردان
menu_open
Columnists Actual . Favourites . Archive
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close
Aa Aa Aa
- A +

مخاوف جدية من تمدد الصراع بعد القصف الأميركي ل"الحوثي"

8 0
16.01.2024

بدا لافتاً حراك سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، فور عودته من إجازة في بلاده، في خضم التطورات المتسارعة في المنطقة، ووسط التخوف من تمدد الصراع . ويأتي هذا الحراك، في ظل سعي المجموعة الخماسية إلى إعادة تحريك ملف الرئاسة الأولى في لبنان، في إطار العمل لتحصين الجبهة الداخلية، وحماية لبنان من انعكاسات ما قد يجري في الإقليم . إذ من المرتقب أن تكون للسفير بخاري سلسلة لقاءات سياسية ودبلوماسية، على صلة بالاستحقاق الرئاسي، بعدما كان التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان والرئيس ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جوزف عون. وكان بحث في التطورات اللبنانية والإقليمية.

وأشارت المعلومات المتوافرة ل"موقع اللواء"، أن زيارة السفير بخاري لدار الفتوى، تأتي في سياق حرص المملكة العربية السعودية على العلاقة الوطيدة مع المرجعية الروحية للطائفة السنية، وهو ما عبر عنه سفير خادم الحرمين الشريفين، بالتأكيد، أن "المملكة العربية السعودية مع لبنان شعبا ومؤسسات ولن تألو جهدا في تقديم أي مسعى وجهد لحل ما يعانيه لبنان من أزمات متعددة". كما أن ما رشح من معلومات عن اللقاء، يشير إلى أن تحرك السفير بخاري، يأتي في إطار المساعي التي تقوم بها الرياض، بالتنسيق مع "الخماسية"، من أجل........

© اللواء


Get it on Google Play